معاينة. (١).
بعد فراغ الإمام الصادق عليهالسلام من مواجهة بني الحسن وبالحقيقة المرّة ، والمصير المحتوم الذي ينتظرهم على يد الجلاّد العباسي أبي الدوانيق ، اتجه كلامه ـ هذه المرّة ـ إلى الناس ، لا سيما أصحابه ، ليكونوا دعاة خير لمن لهج بمهدوية ابن عبد الله ولم يصله موقف الإمام المعلن أمام القيادة الحسنية وجهاً لوجه ، وفي أكثر من مكان.
١ ـ عن عنبسة العابد ، قال : « كان جعفر بن محمد عليهماالسلام ، إذا رأى محمد ابن عبد الله بن حسن ، تغرغرت عيناه ، قم يقول : بنفسي هو ، إنّ الناس ليقولون إنّه المهدي!! وإنه لمقتول ، وليس هذا في كتاب أبيه علي عليهالسلام من خلفاء هذه الأمة » (٢).
٢ ـ وعن المعلّى بن خُنَيس ، قال : « كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام ، إذ أقبل محمد بن عبد الله ، فسلّم ، ثم ذهب ، فَرَقّ له أبو عبد الله عليهالسلام ، ودمعت عيناه.
فقلت له : لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع؟
فقال عليهالسلام : رققت له : لأنه ينسب إلى أمر ليس له ، لم أجده في كتاب
__________________
١ ـ أصول الكافي ١ : ٣٥٨ ـ ٣٦٦ / ١٧ ، باب ما يفصَل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة ، من كتاب الحجة ، وبعضه في الكامل في التاريخ ٥ : ١٤٤ في حوادث سنة / ١٤٤ هـ.
٢ ـ الإرشاد ٢ : ١٩٣.