الحسن المثنى ـ وكانوا من المغيرية أصحاب المغيرة بن سعيد الكذاب ـ بأن محمداًً هذا ابن مُهَيْرَة ـ أي : عربية حرّة محضة ، فجاء إلى الإمام الصادق عليهالسلام وأخبره باحتجاجهم ، فأجابه عليهالسلام بقوله : « أو لم تعلموا منه ـ يعني : الإمام المهدي عليهالسلام ـ ابن سبية » (١).
لعل من أبرز نتائج الثقافة المهدوية التي بثّها الإمام الصادق عليهالسلام في ذلك الحين ، تنصل قادة المعأرضة الحسنية للسلطة العباسية من دعوى المهدوية جملة وتفصيلاً ، بما في ذلك عبد الله بن الحسن الذي رجاها في ابنه محمد ، وكذلك محمد نفسه الذي إدعاها كما مرّ.
فقد روى يحيى بن مساور ، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن قال : « لما حُبِسَ أبي ـ عبد الله بن الحسن ـ وأهل بيته ، جاء محمد بن عبد الله الى أمي ، فقال : يا أم يحيى ، أدخلي على أبي السجن ، وقولي له : يقول لك محمد : بأنه يُقْتَل رجل من آل محمد ـ يعني بذلك نفسه ـ خير من أن يُقْتل بضعة عشر رجلاً. قالت : فاتبعته ، فدخلت عليه السجن ، فاذا هو متكىء على برذعة ، في رجله سلسلة ، قالت : فجزعت من ذلك ، فقال : مهلاً يا أم يحيى فلاتجزعي فما بتُّ ليلة مثلها!قالت : فابلغته قول محمد ، قالت : فاستوى جالساً ثم قال : حفظ الله محمداً ، لا ولكن قولي له فليأخذ في الأرض مذهباً ، فو الله ما يحتج عندالله غداً ، إلاّ أنّا خلقنا وفينا من
__________________
١ ـ كتاب الغيبة / النعماني ٢٢٩ ـ ٢٣٠ / ١٢ باب ١٣.