( سنة / ١٤٧ هـ ) ـ احتال على عمّه عيسى بن موسى الذي كان السفّاح قد عهد إليه بالخلافة بعد المنصور ؛ فخلعه منها ، وعهد بها إلى ولده ( محمد ) ولقّبه المهدي! (١).
وترجع محأولاًًت المنصور في استغلال العقيدة المهدوية لصالحة إلى أواخر السلطة الأموية ، يوم كان ابنه ( محمد ) طفلاً صغيراً لا يتجاوز الخامسة من عمره ؛ إذ وُلِدَ ( سنة / ١٢٧ وقيل : ١٢٦ هـ ) ، أي : قبل تسلَّم العباسيين السلطة بخمس أو ست سنين. ومنذ ذلك التاريخ ظلّ حلم المهدية يراود مخيلة المنصور إلى أن تمكن من إعلانه رسمياً على الملأ ( سنة / ١٤٧ هـ ) ، قبل شهادة الإمام الصادق عليهالسلام ( سنة / ١٤٨ هـ ) بسنة واحدة
ويدلّ على ما ذكرناه ما قاله أبو سلمة المصبحي ، قال : حدثني مولى لابي جعفر ، قال : أرسلني أبو جعفر ـ يعني المنصور ـ فقال : اجلس عند المنبر فاسمع ما يقول محمد بن عبد الله ، قال : فذهبت وجلست عند المنبر فسمعت محمد بن عبد الله بن الحسن يخاطب الناس و يقول : « إنكم لا تشكّون إنّي أنا المهدي ، وأنا هو. قال : فأخبرت أبا جعفر بذلك ، فقال : كذب عدو الله بل هو ابني » (٢).
أقول : ليت أحداً قال له في ذلك الحين : وأنت يا عدو الله ألم تكذب وتقول في محمد بن عبد الله بن الحسن نفسه : هذا مهدينا أهل البيت؟
__________________
١ ـ راجع : تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢١٠.
٢ ـ مقاتل الطالبيين : ٢١٢.