والقول بمهدويته ، هو الطمع فيما بأيديهم من أمواله عليهالسلام ، قال الشيخ الطوسي رضياللهعنه : « فروى الثقات أن أول من أظهر هذا الاعتقاد : على بن أبي حمزة البطائني ، وزياد بن مروان القندي ، وعثمان بن عيسى الرواسي ؛ طمعوا في الدنيا ومالوا إلى حطامها ، واستمالوا قوماً ، فبذلوا لهم شيئاًً ممّا اختانوه من الأموال ، نحو حمزة بن بزيع ، وابن المكاري ، وكرام الخثعمي ، وأمثالهم » (١) وقد شهد على ذلك يونس بن عبدالرحمن الفقيه الثقة المشهور فقال : « مات أبو إبراهيم ـ يعني الإمام الكاظم ـ عليهالسلام ، وليس من قوّامه أحد إلاّ عنده المال الكثير ، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته ؛ طمعاً في الأموال.
كان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار ، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.
فلمّا رأيت ذلك ، وتبينت الحق ، وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا عليهالسلام ما علمت ؛ تكلمت ودعوت الناس إليه ، فبعثا إلىّ وقالا : ما يدعوك إلى هذا؟ إن كنت تريد المال فنحن نغنيك ، وضمنا لي عشرة الآف دينار ، وقالا لي : كفّ ، فأبيت وقلت لهما : إنّا روينا عن الصادِقينَ عليهماالسلام أنهم قالوا : إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه ، فإن لم يفعل سُلِبَ نور الإيمان. وما كنت لأدع الجهاد وأمر الله على كلِّ حال. فناصباني وأضمرا لي العداوة » (٢).
__________________
١ ـ كتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ٦٣ ـ ٦٤ / ٦٥.
٢ ـ كتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ٦٤ / ٦٦ ، وعلل الشرائع : ٢٣٥ / ١ ، وعيون اخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١١٢ / ٢.