يا إبراهيم أما أنه صاحبك بعدي ، أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد آخرون ، فلعن الله قاتله ، وضاعف على روحه العذاب ، أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الأرض في زمانه ، سمي جدّه ، ووارث علمه ، وأحكامه ، وفضائله ، معدن الإمامة ، ورأس الحكمة » (١).
وهذا الحديث صريح بهلاك الواقفية ، وفساد مقولتهم ، إذ تضمّن الإخبار عن ثلاثة أشياء كلها في الردّ على مقولتهم.
الأول : الإشارة إلى الواقفية انفسهم بقوله : ( ليهلكن فيه أقوام ) ؛ إذ ادّعوا حياته بعد وفاته وأنكروا إمامة الرضا عليهالسلام.
الثاني : الإخبار بشهادته قتلاً في سبيل الله مع لعن قاتله ، وهو هارون الرشيد لعنه الله تعالى.
الثالث : إن المهدي الموعود ليس هو الإمام الكاظم عليهالسلام ، وإنّما هو من صلبه.
٣ ـ وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « يظهر صاحبنا وهو من صلب هذا ، وأومأ بيده إلى ولده موسى عليهالسلام فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، وتصفوا له الدنيا » (٢).
وهذا صريح بعدم مهدوية الإمام الكاظم عليهالسلام ، وإن المهدي الموعود من ولده عليهمالسلام.
٤ ـ وسئل الإمام الصادق عليهالسلام كما في حديث عبد الله بن أبي يعفور :
__________________
١ ـ إكمال الدين ١ : ٣٣٤ / ٥ باب ٣٣.
٢ ـ إكمال الدين ٢ : ٤٧٩ ـ ٤٨٠ / ا و ٥ باب ٤٤.