وأوصاف دولته الكريمة ، وحال الإسلام في زمان ظهوره.
وإذا كانت قيادة تلك الدعاوى وقواعدها قد نسيت أو تناست تلك الحقائق بإشاعة دعاوى المهدوية الباطلة ، فما على الإمام إلاّ أن ينبّه على مثل ذلك الغلط الفاحش ؛ لأن تصدي الشريعة إلى بيان تلك الأمور ليس اعتباطاً ، وإنّما عن حكمة بالغة ، وإذا ما عرفها المسلمون فلا شكّ أنهم سيكونون في مأمن من الإنزلاق وراء كل مهدوية باطلة في التاريخ.
ومن هنا رأى الإمام الصادق عليهالسلام ـ وهو يعيش في خضم هذه المسألةـ من يعيد للذاكرة الإسلامية ما أغفلته من علائم ظهور الإمام المهدي عليهالسلام ؛ مضيفاً إليها شيئاًً من صفات دولته الكريمة وحال الإسلام يومئذٍ ، بحيث لا يمكن لأحد رؤية شيءٍ منها في زمان أيّة مهدوية باطلة لا أصل لها ولا رصيد.
ولما كانت علائم ظهور الإمام المهدي عليهالسلام وصفات دولته الشريفة كثيرة جداً في آحاديث الإمام الصادق عليهالسلام ، لذا سنكتفي منها بالإشارة الى المحتّم من تلك العلامات ، مع الاقتصار على اهم تلك الصفات ، وذلك في ثلاثة عناوين ، كالآتي :
تقع علامات الظهور في قسمين : محتوم لابدّ من وقوعه ، وغير محتوم ؛ وسنكتفي بالأول ، كدليل صحيح على سبق دعوى المهدوية لكل تلك العلامات التي لم تقع إلى الآن ، ولابدّ من وقوعها في المستقبل إن عاجلاً أو آجلاً ، وفيما يأتي جملة من أحاديث الإمام الصادق عليهالسلام الناطقة بتلك العلامات :