فأوحى الله عزَّوجلَّ عند ذلك إليه وقال : الآن أسفر الصبح عن اللّيل لعينك حين صرّح الحق عن محضه وصفا الأمر للإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة ... وكذلك القائم عليهالسلام فإنّه تمتدُّ غيبته ليصرِّح الحق عن محضه ، ويصفو الإيمان من الكدر بارتداد كلِّ من كانت طينته خيبثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسّوا بالاستخلاف والتمكين والامن المنتشر في عهد القائم عليهالسلام ... وأما العبد الصالح ـ أعني الخضر عليهالسلام ـ فإنّ الله تعالى ما طوّل عمره لنبوَّة قرَّرها له ولا لكتاب نزّل عليه ، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء عليهمالسلام ، ولا لإمامة يلزم عبادة الاقتداء بها ، و لا لطاعة يفرضها ، بلى إن الله تعالى لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم عليهالسلام في أيّام غيبته منا يقدّره ، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول ، طوّل عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلاّ لعلّة الاستدلال به على عمر القائم عليهالسلام ، ليقطع بذلك حجة المعاندين لئلّا يكون للنّاس على الله حجة » (١).
وأساس هذه الشبهة ما ذكره النوبختي والأشعري والشيخ المفيد وغيرهم من وجود بعض الإختلاف بين الناس بعد وفاة الإمام العسكري عليهالسلام فمنهم من قال إن الإمام العسكري عليهالسلام مات بلا عقب ، ومنهم من قال مات
__________________
١ ـ كتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ١٧٠ ـ ١٧٣ / ١٢٩ ، وإكمال الدين ٢ : ٣٥٢ / ٥٠ باب ٣٣.