الصواب!! (١).
هذه هي رتبة حديث الثقلين الشريف بلفظ : « كتاب الله وعترتي ... » عند علماء العامّة ، وبهذا تُعلم قيمة إعراض البخاري في صحيحه عن رواية هذا الحديث ، وقيمة الشبهات التي أثارها ويثيرها بعض الجهلة من هنا وهناك بشأن صحة هذا الحديث تارة أو دلالته تارة اُخرى (٢).
إنّ العودة السريعة إلى أزمان صدور الحديث (٣) تؤكد لنا أهمية حديث الثقلين ( القرآن والعترة ) ، وقيمة إرجاع الأمة فيه إلى العترة لأخذ الدين الحقّ عنهم ، وتزداد أهميته كثيراًً بالوقوف على أسباب ألتاكيد عليه في مناسبات مختلفة ونُوَب متفرِّقة ؛ منها في يوم الغدير ، وآخرها في
__________________
١ ـ شرح الزرقاني على المنظومة البيقونية لأبي الفتوح البيقوني : ٥٧ ـ ٥٩ ، القسم الأول ( الحديث الصحيح ) ، وفيض الساري ١ : ٥٧.
٢ ـ راجع : حديث الثقلين / السيد على الحسيني الميلاني. ( كتبه ردّاً على بعض من تخرّص باطلاً بشأن حديث الثقلين الشريف ).
٣ ـ الثابت هو أن حديث الثقلين الشريف قد أكّده رسول الله صلىاللهعليهوآله على أُمّته في أكثر من مكان وزمان ؛ فمرّة في حجة الوداع كما في حديث جابر ، واُخرى عند منصرفه من الطائف كما في حديث عبدالرحمن بن عوف ، وثالثة في الجحفة قرب غدير خم كما في حديث زيد بن أرقم وغيره ، ورابعة في مرض موته صلىاللهعليهوآله كما في حديث اُم سلمة وقد امتلأت الحجرة من أصحابه ، وخامسة في المسجد النبوي الشريف قبل وفاته صلىاللهعليهوآله بيومين أو ثلاثة ، وغيرها كما يتضح من مراجعة مصادر الحديث السابقة.