ويتحرقون شوقا إلى ساعة الخلاص على يد المنتظر أرواحنا فداه ، وبقيت أجيالهم هكذا إلى حين ولادته عليهالسلام وغيبته ، ولا زال خلفهم الصالح على ذات الطريق ، وقد كان من ثواب انتظارهم ما أخرجوه عن الإمام الصادق عليهالسلام بقوله : « من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كان كمن هو مع القائم في فسطاطه ، لا بل كمن قارع معه بسيفه .. لا والله إلاّ كمن استشهد مع رسول الله صلىاللهعليهوآله » (١).
هذا ، وأما عن دور الإما الصادق عليهالسلام في ترسيخ هذه القاعدة ، فيمكن الاشارة إليه بالأحاديث الآتية :
١ ـ عن الوشاء ، عن الإمام الرضا عليهالسلام قال : « إن أبا عبد الله عليهالسلام ، قال : إن الحجة لا تقوم لله عزّوجلّ على خلقه إلاّ بإمام حتى يعرف » (٢).
وقد عرفت من الأرض لا تخلو من حجة ، وفي هذا الحديث حصر للحجة بالإمام ، لئلا يتوهم أحد فيزعم أنّه فلا أو فلان أو فلان أو معاوية بن أبي سفيان!
٢ ـ وعن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « إن الله جلّ وعزّ ، أجلّ وأعظم من أن يترك الأرض بغير إمام » (٣).
__________________
١ ـ المحاسن : ١٥٠ / ١٥١ باب ٣٨ وفي الباب أحاديث كثيرة بهذا اللفظ تارة ، وبمعناه اخرى.
٢ ـ اُصول الكافي ١ : ١٧٧ / ١ و ٢ و ٣ باب أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلاّ بإمام.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٨٥ / ٣ باب أن الأرض لا تخلو من حجة ، واُصول الكافي ١ : ١٧٨ / ٦ باب أن الأرض لاتخلو من حجة ، وإكمال الدين ١ : ٢٣٤ / ٤٣ باب ٢٢.