|
ـ إنَّها ليست ببِدعة ، هي خيرٌ مما تعلم ، إنَّ الناس قد كثروا فأردتُ أنْ يبلغهم الصوت ، فقالَ أبو سعيد : ـ واللّهِ لا تأتون بخير مما أعلمُ أبداً ، واللّهِ لا صليتُ وراءَك اليومَ. فانصرف ولم يصلِّ معه صلاةَ العيد ) (١). |
وعلى الرغم أيضاً من أنَّ معالجةَ ( أبي سعيد الخدري ) لهذا الموقف المحدث لم تكن مبنيةً على أساس فهمٍ صحيح لمفهوم ( البِدعة ) ، وبقطع النظرِ عن طبيعة المواقف الصادرة من طرفي هذهِ الواقعة ، نجدُ أنَّ ( البِدعة ) قد استُعملت مذمومةً أيضاً ، وقد فهمَ الطرفُ المقابل خصوصَ هذا المعنى من استعمالها تبادراً.
* وجاءَ في ( المدخل ) أيضاً :
|
( قالَ أبو معمَّر رأيتُ يساراً أبا الحكم يستاكُ على باب المسجد ، وقاصاً يقصُّ في المسجد ، فقلتُ له : ـ يا أبا الحكم! الناسُ ينظرونَ إليكَ ، فقالَ : ـ الذي أنا فيه خيرٌ مما هم فيه ، أنا في سُنَّةٍ وهم في بِدعة ) (٢). |
فأُطلقت ( البِدعةُ ) فيما يُقابل السُنَّة في نظر القائل.
* وجاءَ في ( فتح الباري ) :
|
( وقد أخرج أحمد بسند جيِّد عن غضيف بن الحارث قالَ : بعثَ إلىَّ عبدُ الملك بن مروان فقالَ : ـ إنَّا جمعنا الناسَ على رفع الأيدي على المنبر يومَ الجمعة ، وعلى القصص بعد الصبح والعصر ، فقالَ : |
__________________
(١) ابن الحاج ، المدخل ، ج : ٢ ، ص : ٢٨٦.
(٢) ابن الحاج ، المدخل ، ج : ٢ ، ص ٢٨٦.