|
( بسمِ اللّهِ الرحمنِ الرحيمِ ، عَصَمنا اللّهُ وإياك من الفتنة ، فإنْ يفعل فأعظِم بها نعمةً ، وإلاّ يفعل فهي الهلكةُ ، نحنُ نرى أنَّ الجدالَ في القرآن بِدعةٌ ، اشتركَ فيها السائلُ والمجيبُ ، فتعاطى السائلُ ما ليسَ له ، وتكلَّفَ المجيبُ ما ليس عليه ، وليس الخالق إلا اللّهُ ، وما سواه مخلوق ) (١). |
* ذكر ( ابنُ وضاح ) عن ( أبي حفص المدني ) انَّه قالَ :
|
( اجتمع الناسُ في يوم عرفة في مسجد النبي صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يدعونَ بعد العصر ، فخرجَ نافع مولى ابن عمر من دار آل عمر ، فقالَ : ـ أيُّها الناسُ ، إنَّ الذي أنتم عليه بِدعةٌ وليست بسُنَّة ، إنّا أدركنا الناسَ ولا يصنعونَ مثلَ هذا. ثمَّ رجعَ فلم يجلس ، ثمَّ خرج الثانية ، ففعل مثلها ، ثمَّ رجع ) (٢). |
فعلى الرغم من أنَّ فهم ( نافع ) لمفهوم ( البِدعة ) كانَ فهماً مغلوطاً إلاّ أنَّ الذي يخصُّنا ذكره في المقام هو أنَّ لفظ ( البِدعة ) قد استُعمل في موردَ الذم المقابل للسُنَّة ، وطُبقَ على هذا الموردَ بالخصوص في نظر القائل.
* جاءَ في ( المدخل ) لـ ( ابن الحاج ) :
|
( إنَّ مروان لمّا أحدثَ المنبرَ في صلاة العيد عند المصلّى ، قامَ إليه أبو سعيد الخدري ، فقالَ : ـ يا مروانُ ، ما هذهِ البِدعةُ؟ فقالَ : |
__________________
(١) المجلسي ، محمد باقر ، بحار الأنوار ، ج : ٨٩ ، باب : ١٤ ، ح : ٤ ، ص : ١١٨ ، عن أمالي الصدوق ، ص : ٣٢٦.
(٢) القرطبي ، ابن وضّاح ، البدع والنهي عنها ، ص : ٤٦.