ولم يُصرَّح في الحديث باسم هؤلاءِ الخلفاء ، ولكنّ علماءَ مدرسة الخلفاء فسَّروا الخلفاء بالشخصيات الأربعة التي توالت بعد وفاة الرسول الخاتَم صلىاللهعليهوآلهوسلم على حكم الدولة الإسلامية ، وهم : ( أبو بكر بنُ أبي قحافة ) ، و ( عمر بن الخطاب ) ، و ( عثمان بن عفان ) ، والإمام ( علي بن أبي طالب ).
وقد عدَّ أعلامَ مدرسة الخلفاء هذا الحديث من الأُمور المفروغ عنها تماماً ، واعتُبر من المسلَّمات التي لا يجوزُ المناقشةُ فيها ، وخُرِّجت كل الاجتهادات الشخصية في مقابل الوحي المنزل على أساس هذا الحديث الواهن.
جاءَ في كتاب ( البدعة ) للدكتور ( عزت علي عطية ) ما نصه :
|
( قرنَ الرسولُ صَلّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ سُنَّة الخلفاءِ الراشدينَ بسُنَّته .. ففي حديث العرباضِ بن سارية قالَ : قالَ رسولُ اللّهِ صَلّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ : عليكُم بسُنَّتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدينَ عضّوا عليها بالنواجذ .. وإنَّما أمرَ صَلّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ باتباعهم؛ لأنَّه علم أنَّهم لا يخطئون فيما يستخرجونه بالاجتهاد ، ولأنَّه علم أنَّ بعضَ سُنَّته لا يثبت إلاّ في عصرهم. وعلى ذلك فالقول : ( بأنَّ كلَّ اجتهادٍ وقياسٍ من الخلفاء الراشدين يخالفُ السُنَّة الصحيحةَ لا ينبغي أنْ يُتمسك به ) هو قول بغيرِ علم؛ إذ كيف يأمرُ صَلّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ باتباع ما |
________________________
وجاءَ في لسان العرب : قيل النواجذ : التي تلي الأنياب ، وقيل : هي الأضراس كلها نواجذ ، وأحسنُ ما قيلَ في النواجذ أنَّها الأنياب ، ابن منظور ، لسان العرب ، ج : ٣ ، ص : ٥١٣.
وورد في مجمع البحرين : وفي حديث للإمام علي (ع) : وعضّوا على النواجذ فإنَّه أنبى للسيوف على الهام ، الطريحي ، مجمع البحرين ، ج : ٤ ، ص : ٢٧١.