|
ـ حبوتَه حبوَ دهر ، ليس هذا أولَّ يومٍ تظاهرتُم فيه علينا ، فصبرٌ جميلٌ ، واللّهُ المستعانُ على ما تصفون ، واللّهِ ما ولَّيتَ عثمانَ إلّا ليردَّ الامرَ اليكَ ) (١). |
ونتيجة لهذا الإصرار المتناهي من قبل أمير المؤمنين عليهالسلام على رفض البيعة بشرط قبوله بالعمل على سيرة الشيخين ، والموقف الحازم الذي لم يتزعزع أمامَ الملك والخلافة ، حدثَ انعطافٌ كبيرٌ في تاريخ الأُمّة الإسلامية بتولية ( عثمان بن عفان ) ، وانتهاء أمر خلافته إلى ما سجَّله التأريخُ من مآسٍ وكوارثَ ومحنٍ وأشجان.
فرفضُ أميرِ المؤمنين علي عليهالسلام للعمل على ضوءِ سيرة الشيخين أدلُّ دليلٍ على عدم إرادةِ الخلفاء الأربعة من لفظةِ ( الخلفاء الراشدين ) الواردةِ في الحديث ، لأنَّ معنى ذلك أنَّ الشريعةَ الإسلاميةَ تأمرُ المسلمينَ بالجمع بين المتناقضات ، وهو أمرٌ مستحيل.
__________________
(١) الطبري ، ابن جرير ، تاريخ الطبري ، ج : ٣ ، ص : ٢٩٧.
وابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج : ٣ ، ص : ٧١.
وابن كثير ، البداية والنهاية ، ج : ٧ ، ص : ١٦٥.
والذهبي ، تاريخ الإسلام ، ج : ٣ ، ص : ٣٠٥.
وقد جاء في ( البداية والنهاية ) و ( تاريخ الإسلام ) : ( هل أنتَ مبايعي على كتاب اللّه وسنة نبيه صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ وفعل أبي بكر وعمر؟ قالَ : اللهم لا ، ولكن على جهدي من ذلكَ وطاقتي ).