|
فالتفتَ إليه علي عَليهِ السلامُ فقالَ : ـ يا عمرُ ، لا ينبغي لأحدٍ أنْ يعلِّمَنا السُنَّة ، فقالَ عمرُ : ـ صَدَقتَ يا أبا الحسن ، لا واللّهِ ما علمتُ أنَّكم هم ) (١). |
فوقعَ الخلافُ هنا في أصل السُنَّة التي هيَ واحدةٌ في حكمِ اللّهِ تعالى ، وواقعِ الأمر ، ومن الواضح أنَّ التقابلَ بين كون العمل ( بدعة ) على ما زعمه ( عمرُ ) ، وكونه سُنَّة على ما أكّدَه أميرُ المؤمنين علي عليهالسلام ، مما لا يتحققُ بشأنه الجمعُ ، ولا يمكنُ أنْ يُنتحلَ له أيُّ تخريج ، ولا يمكنُ أنْ نتصورَ أمراً يجمعُ بينَ السُنَّتين.
* ما رواه ( ابنُ أبي الحديد ) عن كتاب ( شورى عوانة ) عن ( إسماعيل بن أبي خالد ) عن ( الشعبي ) قالَ :
|
( فلمّا ماتَ عمرُ ، وأُدرج في أكفانه ، ثمَّ وُضِع ليُصلّى عليه ، تقدَّم علي بن أبي طالب ، فقامَ عندَ رأسه ، وتقدَّمَ عثمانُ فقامَ عند رجليه ، فقالَ علي عَليهِ السلامُ : هكذا ينبغي أنْ تكونَ الصلاةُ ، فقالَ عثمان : بل هكذا ، فقالَ عبد الرحمن : ما أسرعَ ما اختلفتم. يا صهيب! صلِّ على عمر كما رضيَ أنْ تصلّيَ بهم المكتوبة ) (٢). |
وهذا خلاف في أصل السُنَّة أيضاً ، ولا يمكن أن يقع من شخصين واجبي الاتباع معاً.
* ما رواه ( ابنُ أبي الحديد ) من أنَّ ( عثمان ) قالَ لعلي عليهالسلام في كلام دار بينهما :
__________________
(١) العياشي ، تفسير العياشي ، تحقيق : هاشم المحلاتي ، ج : ٢ ، ص٣٨ ، وانظر : بحار الأنوار ، ج : ٩٦ ، ح٣ ، ص : ١٤٢.
(٢) التستري ، محمد تقي ، قضاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عَليهِ السلامُ ، ص : ٢١٠ ، عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد.