وهل يمكن لها أن تكون صلةً بيننا وبين الله تعالى ، نتقرب من خلالها إليه ، مهما اشتملت عليه من دعوات ، ودموع ، وخشوع ، وجموع…؟؟
إنها أسئلة ينبغي على كل مسلم أن يسأل بها نفسه بمنتهى الصراحة والوضوح ، ويجب عليه أن يتجرد من كل خلفية مسبقةٍ ، وأثر يربطه بالمحاكاة والتقليد ، ومن ثم يبني عباداته التي يتقرب بها إلى خالقه على عقيدةٍ صحيحة راسخة ، لا مدخل فيها للأهواء ، ولا اعتبار فيها لآراء الرجال ، وإنما الرائد فيها طلب الحقيقة المطلقة ، والسعي نحوها من خلال البحث النزيه ، والحوار العلمي البناء ، والكلمة الصادقة الطيبة ، كما يقول ( جَلَّ وعَلا ) :
|
( ادعُ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ وجادلهم بالتي هيَ أحسنُ ) (١). |
وفي الختام نسأل الله القدير أن يمنحنا كمسلمين وعياً كاملاً لعظمة الدين الذي نتشرف بالانتساب إليه ، وأن يجعلنا ننظر إلى نقاط القوة التي تجمع فيما بيننا ، والأصول التي تربط بعضنا ببعض ، وأن نتحلى بسعة الصدر ، وقبول الرأي الآخر ، والمناقشة الحرة البناءة ، في ظل سقف البيت الواحد ، وأن تتكامل جهودنا في تشييد أسس الإسلام العظيم ، وقواعد القرآن الكريم ، لنعرض ديننا للعالم دستوراً حياً نابضاً قادراً على مواكبة الحياة ، ومعالجة أمراض العصر ، وهداية البشرية المعذَّبة إلى ساحل النجاة ، وانتشال إنسان اليوم من التيه والضياع إلى حيث الصفاء والسلام والنور ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
(١) النحل / ١٢٥.