|
( فُرضت على النبي صَلّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ ليلةَ أُسريَ بهِ الصلواتُ خمسين ، ثمَّ نقصت حتّى جُعلت خمساً ، ثمَّ نُوديَ : ـ يا محمد! إنَّه لا يُبدَّلُ القولُ لديَّ ، وإنَّ لك بهذهِ الخمس خمسين ) (١). |
وعلى فرضِ صحة ما وردَ في هذه الأحاديث من خشيةِ الافتراض ، فلعلَّ المرادَ بها هو :
|
( النهي عن التكلُّف فيما لم يَرد فيه أمرٌ ، والتحذيرُ من ارتكابِ البِدعةِ في الدين ) (٢). |
فالنبي الخاتَم ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ) كانَ يبالغُ في ردع هؤلاءِ المصلين ، ويحذرُهم من التمادي في طلبِ الأُمورِ غير المشروعة ، والوقوعِ في البِدع ، من خلال هذا اللون من الخطاب.
٤ ـ بعد أنْ علمَ رسولُ اللهِ ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ) أنَّ هذه الثلةَ جاءَت مرةً أخرى لأداءِ النوافل جماعةً أبطأَ في الخروج إليهم ، لكي يكونَ في ذلك دليلاً لهم على عدم رغبتِهِ في استمرارهم في هذا الأمر غيرِ المشروع ، فـ ( الإبطاءُ ) في الخروج قرينةٌ قويةٌ على عدم مشروعيةِ ( التراويح ) أيضاً.
وإذا لاحظنا ( القرآن المجيد ) نجدُ أنه يتنافى مع أمر ( الإبطاء ) هذا فيما لو كان العمل راجحاً ، وذلك من جانبين :
فمن الجانب الأول : نرى أنَّ اللهَ ( جَلَّ وَعَلا ) يأمر عباده الصالحينَ بالمسارعة في طلب الآخرة والجنة ، ومن ذلكَ قوله ( جَلَّ وَعَلا ) :
__________________
(١) الترمذي ، سنن الترمذي : ج : ١ ، ص : ٤١٧ ، باب : كم فرض اللّه على عباده من الصلوات ، ح : ٢١٣.
(٢) الطبسي ، نجم الدين ، صلاة التراويح بين السُنَّة والبدعة ، ص : ١٥.