|
يسنَّها لهم ، وإنَّما صلاّها لياليَ ثمَّ تركها (١) ، ولم يحافظ عليها ، ولا جمعَ الناسَ لها ، ولا كانَت في زمن أبي بكر ، وإنَّما عمر رضيَ اللهُ عنه جمعَ الناس عليها ، وندبَهم إليها ، فبهذا سمّاها بِدعة ) (٢). |
وقد أصبح تقسيمُ ( ابن الأثير ) للـ ( البِدعة ) في هذا الكلام الى : مذمومة وممدوحة أساساً تناقلته كتبٌ لغوية أُخرى ، وجعلته أحدَ الآراء المعتبرة للمعنى الشرعي لها ، من دون أن تتبناه.
ومن تلك الكتب ( لسانُ العرب ) لـ ( ابن منظور ) ، حيثُ نقلَ كلامَ ( ابن الأثير ) هذا بتمامه ، ونسبَه إليه من دون تعليق (٣).
كما نقله بتمامه أيضاً صاحبُ ( تاج العروس ) ، ونسبَه إلى قائله (٤).
ونقل بعضَه أيضاً ( الطريحي ) في ( مجمع البحرين ) ، ولم يصرّح باسم قائله (٥).
وسارت على منهج تقسيم البِدعة ( دائرةُ المعارف الإسلامية ) (٦) ، و ( دائرةُ معارف القرن العشرين ) (٧).
ونحنُ لا نريدُ أن نسجّلَ ملاحظةً على هذه النقولات ، وعلى هذا التسامح في طريقة عرض الآراء ، بغثّها وسمينها ، أكثر من أن نقول بأنَّ للإنسان أنْ يركنَ الى هذهِ
__________________
(١) قوله : وإنما صلاها ليالي ثمَّ تركها ... لا يصح؛ لأنه لو فعلها مرة لكانَت سُنَّة ، وخرجت عن كونها بِدعة ، ولكانَ استدل بذلك من أمر بها. وسيأتي توضيح هذا المطلب فيما بعد إن شاء اللّه تعالى.
(٢) ابن الأثير ، النهاية ، ج ١ ، ص : ١٠٦ ـ ١٠٧.
(٣) ابن منظور ، لسان العرب ، ج : ٨ ، ص : ٧٠٦.
(٤) الحنفي ، محب الدين ، تاج العروس في جواهر القاموس : ج : ٥ ، ص : ٢٨٠.
(٥) الطريحي ، مجمع البحرين ، ج : ٤ ، ص : ٢٩٨ ـ ٢٩٩.
(٦) دائرة المعارف الإسلامية : ج : ٣ ، ص : ٤٥٦
(٧) وجدي ، محمد فريد ، دائرة معارف القرن العشرين ، ج : ٢ ، ص : ٧٧.