تجسموا بِالنَّجَاسَةِ ، فالكلام مجاز عقلي. قال : وهذا الوجه أولى من الوجهين الأولين كما صرح به محققو علماء المعاني في قول الخنساء :
فإنما هي إقبال وإدبار
وَفِي الْحَدِيثِ « أَلْقُوا الشَّعْرَ عَنْكُمْ فَإِنَّهُ نَجِسٌ ».
أي قذر ، وذلك أنه وجد هناك ونَجِسَ الشيء يَنْجَسُ من باب تعب : إذا كان قذرا غير نظيف ، والاسم النَّجَاسَةُ والظاهر فتح النون فيه ، فإن العرب تبني الشيء على ضده ، وهي في عرف الشرع قذر مخصوص يمنع جنسه الصلاة كالبول والدم ونحوهما. ونَجِسَ يَنْجَسُ من باب قتل لغة. وثوب نَجِسٌ بالكسر : اسم فاعل ، وبالفتح وصف بالمصدر. وقوم أَنْجَاسٌ ، وتَنَجَّسَ الشيء ونَجَّسْتُهُ
( نحس )
قوله تعالى : ( فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ) [ ٥٤ / ١٩ ] النَّحْسُ ضد السعد. وقوله ( نَحْسٍ ) بالجر على الصفة والإضافة أكثر وأجود ، أي استمر عليهم بِنُحُوسَتِهِ أي بشؤمه. قوله : ( أَيَّامٍ نَحِساتٍ ) [ ٤١ / ١٦ ] أي مشومات. قوله : ( مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ ) [ ٥٥ / ٣٥ ] النُّحَاسُ بالضم والفتح دخان لا لهب فيه ، وقيل الصفر المذاب يصب فوق رءوسهم.
وَفِي الْحَدِيثِ « نَهَى أَنْ يُتَخَتَّمُ بِنُحَاسٍ ».
النُّحَاسُ بالضم معروف ، ويقال أصله فضة إلا أن الأرض أفسدته. والنِّحَاسُ بالكسر : الأصل ، ومنه « فلان كريم النِّحَاسِ » أي الأصل. وأعمى نَحْسٌ : أي ناقص.
( نخس )
فِي الْحَدِيثِ « لَا تُسَلِّمْ ابْنَكَ نَخَّاساً فَإِنَّهُ أَتَانِي جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ شَرَّ أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَبِيعُونَ النَّاسَ » (١).
النَّخَّاسُ بالتشديد : هو دلال الدواب والرقيق. ومنه « أبو الأغر النَّخَّاسُ » من رواة
__________________
(١) من لا يحضر ج ٣ ص ٩٦.