تشبيها بالحقاق من الإبل جمع حق وحقة ، وهو الداخل في السنة الرابعة ، وعند ذلك يتمكن من ركوبه وتحميله (١). وعَنِ الشَّيْخِ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ : قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَالْأَئِمَّةِ عليه السلام أَنَّ تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ لَا يَجُوزُ إِلَّا بِالْأَثَرِ الصَّحِيحِ وَالنَّصِ الصَّرِيحِ.
قال : والنَّصُ في اصطلاح أهل العلم هو « اللفظ الدال على معنى غير محتمل للنقيض بحسب الفهم » والأثر ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله والإمام أو عن الصحابي والتابعي من قول أو فعل ، وهو أعم من الخبر ، ويقال الأثر ما جاء عن التابعي ، والتفسير معناه كشف المراد عن اللفظ المشكل المجمل والمتشابه ، وذلك كأن يحمل المشترك اللفظي أو المعنوي على أحد المعاني بخصوصه من غير مرجح نقلي كخبر منصوص أو آية أو ظاهر أو إجماع ، ومنه يعلم خروج الظواهر لعدم إشكالها وعدم احتياجها إلى التفسير.
( نغص )
وَفِي الْحَدِيثِ « الْمُؤْمِنُونَ لَا يَزَالُونَ مُنَغَّصِينَ فِي الدُّنْيَا ».
أي مكدرين ، يقال نَغَّصَ عليه العيش تَنْغِيصاً : كدره. وتَنَغَّضَتْ معيشته : تكدرت.
( نقص )
قوله تعالى : ( أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها ) [ ٢١ / ٤٤ ] قيل يريد أرض الكفر يَنْقُصُهَا من أطرافها بما يفتح على المسلمين من بلادهم ، فَيَنْقُصُ بلاد الحرب ويزيد في بلاد الإسلام ، وذلك من آيات الله.
وَعَنْهُ صلى الله عليه وآله « هُوَ فَقْدُ الْعُلَمَاءِ » (٢).
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام قَالَ : إِنَّهُ يُسَخِّي بِهِ نَفْسِي فِي سُرْعَةِ الْمَوْتِ وَالْقَتْلِ فِينَا قَوْلُ اللهِ تَعَالَى وَتَلَا الْآيَةَ (٣).
أي لا نبالي في الموت والقتل لأن فينا
__________________
(١) هذا الوجه قال به الشريف الرضي بعد ذكر الكلمة ـ انظر نهج البلاغة ج ٣ ص ٢١٢.
(٢) البرهان ج ٢ ص ٣٠٢.
(٣) البرهان ج ٢ ص ٣٠١.