باب ما أوله التاء
( تبع )
قوله تعالى : ( أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ) [ ٤٤ / ٣٧ ] تُبَّعٌ كسُكَّر واحد التَبَابِعَة من ملوك حمير ، سمي تُبَّعاً لكثرة أتباعه ، وقيل سموا تَبَابِعَة لأن الأخير يتبع الأول في الملك ، وهم سبعون تُبَّعاً ملكوا جميع الأرض ومن فيها من العرب والعجم ، وكان تُبَّعٌ الأوسط مؤمنا ، وهو تُبَّعٌ الكامل بن ملكي أبو كرب بن تُبَّعِ بن الأكبر بن تُبَّعِ الأقرن ، وهو ذو القرنين الذي قال الله فيه ( أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ) وكان من أعظم التبابعة وأفصح شعراء العرب ، ويقال إنه نبي مرسل إلى نفسه لما تمكن من ملك الأرض ، والدليل على ذلك أن الله تعالى ذكره عند ذكر الأنبياء فقال ( وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ) [ ٥٠ / ١٤ ] ولم يعلم أنه أرسل إلى قوم تبع رسول غير تبع ، وهو الذي نهى النبي صلى الله عليه وآله عن سبه لأنه آمن به قبل ظهوره بسبعمائة عام.
وفي بعض الأخبار تُبَّع لم يكن مؤمنا ولا كافرا ، ولكن يطلب الدين الحنيف ، قيل ولم يملك المشرق إلا تبع وكسرى. وتبع أول من كسا البيت الأنطاع بعد آدم حيث كساه الشعر ، وقيل إبراهيم حيث كساه الخصف ، وأول من كساه الثياب سليمان عليه السلام.
قوله : ( لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً ) [ ١٧ / ٦٩ ] أي تابعا وناصرا. قوله : ( فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ ) [ ٢ / ١٧٨ ] أي مطالبة بالمعروف.
قوله : ( وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) [ ٥٢ / ٢١ ] الآية. قال المفسر : يعني بالذرية أولادهم الصغار ، لأن الكبار يتبعون الآباء بإيمانهم ، والصغار يتبعون الآباء بإيمان من الآباء فالولد يحكم له بالإسلام تبعا لوالده.