المضمومة والثاء المثلثة قبل الياء المنقطة نقطتين تحتها أحد الزهاد الثمانية ـ قاله الكشي (١).
وَفِي شَرْحِ النَّهْجِ لِابْنِ أَبِي الْحَدِيدِ فِي شَرْحِ خُطْبَتِهِ عليه السلام عِنْدَ تَوَجُّهِهِ إِلَى صِفِّينَ قَالَ نَصْرٌ : فَأَجَابَ عَلِيّاً عليه السلام إِلَى السَّيْرِ جُلٌّ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَنَّ أَصْحَابَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَتَوْهُ وَفِيهِمْ عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ وَأَصْحَابُهُ فَقَالُوا : إِنَّا نَخْرُجُ مَعَكُمْ وَلَا نَنْزِلُ عَسْكَرَكُمْ وَنُعَسْكِرُ عَلَى حِدَةٍ حَتَّى نَنْظُرَ فِي أَمْرِكُمْ وَأَمْرِ أَهْلِ الشَّامِ ، فَمَنْ رَأَيْنَاهُ أَرَادَ مَا لَا يَحِلُّ لَهُ أَوْ بَدَا لَنَا مِنْهُ بَغْيٌ كُنَّا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ عليه السلام : مَرْحَباً وَأَهْلاً وَهَذَا هُوَ الْفِقْهُ فِي الدِّينِ وَالْعِلْمُ بِالسُّنَّةِ ، مَنْ لَمْ يَرْضَ بِهَذَا فَهُوَ خَائِنٌ جَائِرٌ ، وَأَتَاهُ آخَرُونَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِيهِمُ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَهُمْ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ ، فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّا قَدْ شَكَكْنَا فِي هَذَا الْقِتَالِ عَلَى مَعْرِفَتِنَا بِفَضْلِكَ وَلَا غِنَى بِنَا وَلَا بِكَ وَلَا بِالْمُسْلِمِينَ عَمَّنْ يُقَاتِلُ الْعَدُوَّ ، فَوَلِّنَا بَعْضَ هَذِهِ الثُّغُورِ نَكُنْ ثَمَّ نُقَاتِلُ عَنْ أَهْلِهِ ، فَوَجَّهَ عَلِيٌّ عليه السلام بالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَلَى ثَغْرِ الرَّيِّ ، فَكَانَ أَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ عَلِيٌّ عليه السلام بِالْكُوفَةِ لِوَاءَ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ.
انتهى. وعلى هذا فيكون الربيع ـ والعياذ بالله ـ داخلا في جملة المشككين. وأبو الرَّبِيعِ الشامي اسمه خليد بن أوفى (٢). وقولهم « كنت أَرْبَعَ أَرْبَعَةٍ » أي واحدا من أربعة.
وَفِي حَدِيثِ بِنْتِ غَيْلَانَ الثَّقَفِيَّةِ وَكَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ « تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ ».
قال في شرح ذلك في المغرب : عنى بالأَرْبَعِ عكن وبالثمان أطرافها ، لأن لكل عكنة طرفين إلى جانبها ، ونظير هذا قولهم « تمشي على ست » إذا أقبلت
__________________
(١) انظر رجال الكشي ص ٩٠.
(٢) خليد ـ وقيل خالد وقيل خليل بن أوفى أبو الربيع الشامي المعتزي ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ـ انظر منتهى المقال ص ١٢٧.