فِي الْقَوْسِ فَيَبْلُغُ بِهِ غَايَةَ الْمَدِّ ـ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « لَقَدْ أُغْرِقَ فِي النَّزْعِ ».
أي بالغ في الأمر وانتهى فيه ، وأصله من نَزْعِ القوس ومدها ، واستعير لمن بالغ في كل شيء.
وَفِي الْخَبَرِ « تَذَاكَرْنَا الْأَنْصَارَ فَقَالَ أَحَدُنَا : هُمْ نُزَّاعٌ مِنْ قَبَائِلَ ».
ومثله « طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ النُّزَّاعُ مِنَ القَبَائِلِ ».
قال بعض الشراح : النُّزَّاعُ جمع نَازِع ونَزِيع ، وهو الغريب الذي نَزَعَ عن أهله وعشيرته أي بعد وغاب ، وقيل لأنه يَنْزِعُ إلى أهله أي ينجذب ويميل ، أي طوبى للمهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله.
وَفِي حَدِيثِ وَصْفِ عَلِيٍّ عليه السلام « الْأَنْزَعُ الْبَطِينُ ».
كان عليه السلام أَنْزَعَ الشعر له بطن ، وقيل الأَنْزَعُ من الشرك المملوء البطن من العلم والإيمان. والأَنْزَعُ : بين النَّزَعِ ، وهو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته ، وموضعه النَّزَعَةُ بالتحريك ، وهو أحد البياضين المكتنفين بالناصية ، وهما النَّزَعَتَانِ ، يقال نَزِعَ نَزَعاً من باب تعب إذا كان كذلك.
وَفِي الْخَبَرِ « صِيَاحُ الْمَوْلُودِ حِينَ يَقَعُ نزعة [نَزْغَةٌ] مِنَ الشَّيْطَانِ ».
أي نخسة وطعنة.
وَفِي الْحَدِيثِ « النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ أَبْعَدُ شَيْءٍ مَنْزَعاً ».
أي رجوعا عن المعصية ، إذ هي مجبولة على محبة الباطل ، وأنها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى. ونَزَعْتُ الدلو : أخرجتها ، وأصل النَّزْعِ الجذب والقلع. ونَزَعْتُ الشيء من مكانه نَزْعا من باب ضرب : قلعته. وقولهم فلان في النَّزْعِ : أي في قلع الحياة. ورجل ثقل عليه نَزْع العمامة : أي قلعها عن رأسه. ونَزَعَ عن المعاصي نُزُوعاً : انتهى عنها. ونَزَعَ عن الشيء نُزُوعاً : كف وقلع عنه. ونَازَعَتْنِي نفسي إلى كذا : اشتاقت إليه. ونَزَعَ إلى أبيه في الشبه : ذهب إليه.