ووَجِعَ فلان يَوْجَعُ ويَيْجَعُ ويَاجَعُ فهو وَجِعٌ ، وقوم وَجِعُونَ ووَجْعَى مثل مرضى ووِجَاعٌ ، ونسوة وَجَاعَى ووَجِعَاتٌ وتقول « يَوْجَعُنِي رأسي » بفتح الجيم ولا تقل يُوجِعُنِي بضم الياء وكسر الجيم. و « الجِعَةُ » بكسر الأول وفتح الثاني نبيذ الشعير ، نقلا عن أبي عبيد. قال الجوهري. ولست أدري ما نقصانه.
( ودع )
قوله تعالى : ( ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ ) [ ٣ / ٩٣ ] أي ما تركك. ومنه قولهم « أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ » أي غير متروك. ومنه سمي الوَدَاعُ بالفتح لأنه فراق ومتاركة.
وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ) قَالَ : إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَبْطَأَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله ، وَإِنَّهُ كَانَتْ أَوَّلَ سُورَةٍ نَزَلَتْ ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) ثُمَّ أَبْطَأَ عَلَيْهِ فَقَالَتْ خَدِيجَةُ : لَعَلَّ رَبَّكَ قَدْ تَرَكَكَ وَلَا يُرْسِلُ إِلَيْكَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ ( ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى )(١).
ويقال وَدَعَ الشيء يَدَعُهُ وَدْعاً : إذا تركه ، والنحاة يقولون إن العرب أماتوا ماضي يَدَعُ ومصدره واستغنوا عنه بتَرَكَ ، والنبي صلى الله عليه وآله أفصح العرب وقد استعمله ، فيحمل قولهم على قلة استعماله ، فهو شاذ في الاستعمال صحيح في القياس ، وقد جاء في غير الحديث حتى قرىء به قوله ما وَدَعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى بالتخفيف. وتَوَادَعَ الفريقان : أي أعطى كل واحد منهما الآخر عهدا أن لا يغزوه ، واسم ذلك العهد الوَدِيعُ ، يقال أعطيته وَدِيعاً أي عهدا. ووَادَعْتُهُ : صالحته ، والاسم الوِدَاعُ بالكسر. ودَعْ ذا : أي اتركه ، وأصله وَدَعَ يَدَعُ. ولا تَدَعْهُنَ : أي لا تتركهن. و « حجة الوَدَاع » حجة الفراق ،
__________________
(١) تفسير علي بن إبراهيم ص ٧٢٩.