في ضرورة الشعر مذ أَمْسَ بالفتح. قال : ولا يصغر أمس كما لا يصغر غدا والبارحة وكيف وأين ومتى وأي وما وعند وأسماء الشهور والأسبوع (١).
( انس )
قوله تعالى : ( فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً ) [ ٤ / ٦ ] أي علمتم ووجدتم فيهم رشدا ( فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ ). قوله : ( آنَسْتُ ناراً ) [ ٢٠ / ١٠ ] أي أبصرتها. والْإِينَاسُ : الرؤية والعلم والإحساس بالشيء. قال ابن الأعرابي : وبهذا سمي الْإِنْسُ لأنهم يؤنسون ، أي يرون بإنسان العين. قوله : ( لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا ) [ ٢٤ / ٢٧ ] فيه وجهان : « أحدهما » ـ أنه من الِاسْتِينَاسِ خلاف الاستيحاش ، لأن الذي يطرق باب غيره لا يدري يؤذن له أم لا ، فهو كالمستوحش لخفاء الحال عليه ، فإذا أذن له استأنس ، والمعنى حتى يؤذن لكم ، فوضع الاستيناس موضع الإذن. و « الثاني » ـ أنه استفعل من استأنس فلم أر أحدا أي استعملت وتعرفت.
وَفِي الْخَبَرِ « يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِينَاسُ؟ قَالَ : يَتَكَلَّمُ الرَّجُلُ بِالتَّسْبِيحَةِ وَالتَّحْمِيدَةِ وَالتَّكْبِيرَةِ وَيَتَنَحْنَحُ وَيُؤْذِنُ أَهْلَ الْبَيْتِ » (٢).
قوله : ( وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ) [ ٣٣ / ٥٣ ] أي يستأنس بعضكم ببعض لأجل حديث يحدثه به ، أو مُسْتَأْنِسِينَ حديث أهل البيت عليهم السلام. واسْتِينَاسُهُ تسمّعه. قوله : ( وَأَناسِيَ كَثِيراً ) [ ٢٥ / ٤٩ ] هو جمع إِنْسِيٍ ، وهو واحد الإنس مثل كرسي وكراسي ، والْإِنْسُ جمع الجنس يكون بطرح ياء النسبة مثل رومي وروم ، ويجوز أن يكون أَنَاسِيّ جمع إِنْسَانٍ ، فيكون الياء بدلا من النون ، لأن الأصل أَنَاسِين بالنون مثل سراحين جمع سرحان ، فلما ألقيت النون من آخره عوضت النون بالياء
__________________
(١) في الصحاح : والأسبوع غير الجمعة.
(٢) مجمع البيان ج ٤ ص ١٣٥.