بعد قدوم الشيخ بغداد بثلاث سنوات فقط. مع أنّ روايته عنه في الفهرست والتهذيب وغيرهما كثيرة جدّا.
والثالث منهم ، أحمد بن محمّد بن موسى المعروف ب « ابن الصلت الأهوازي » الذي توفي عام ٤٠٩ ه اي بعد قدوم الشيخ بسنة واحدة ومن المسلم به لدينا أن الشيخ روى عنه وعن الغضائري بعض رواياتهما على الأقلّ بطريقة السماع أو القراءة ، ولم يكتف بالإجازة منهما ، فإنه يقول عن الغضائري : « كثير السّماع ، وله تصانيف ذكرناها في الفهرست ، سمعنا منه وأجاز لنا بجميع رواياته .. » (١) وقد نصّ الشيخ في الفهرست على أنّه قرأ أكثر كتب الكافي للكليني على الغضائري. (٢) وكذلك سمع من « ابن الصّلت الأهوازي » في سلخ شهر ربيع الأوّل عام ٤٠٩ ه. بمسجده الواقع بشارع « دار الرقيق » وقد مرّ علينا أنّه توفي في نفس السنة. (٣)
والرّابع منهم ، هو أبو عبد الله ، أحمد بن عبد الواحد البزاز المعروف ب « ابن الحاشر » و « ابن عبدون » المتوفّى سنة ٤٢٣ ه.
والخامس من هؤلاء الشيوخ الخمسة ، هو أبو الحسين على بن أحمد بن محمّد بن أبى جيد القمي ، الّذي كان يروي مباشرة عن محمّد بن الحسن بن الوليد المتوفّى عام ٣٤٣ ه ، وعن أحمد بن محمد العطّار ، الذي سمع الحديث في سنة ٣٥٦ ه (٤) ونحن لا نعلم سنة وفاة « ابن أبى جيد » هذا ، إلّا أنّ الشيخ الطوسي ترحّم عليه في مشيخة كتابه « الاستبصار فيما اختلف من الأخبار » (٥) وهذا الكتاب يعتبر من الكتب التي ألّفها الشيخ في أوائل حياته العلمية.
وبالإضافة إلى هؤلاء الخمسة من مشايخ الطوسي فنحن نمر على تراجم أشخاص آخرين قد درس وقرأ الشيخ الطوسي كتبهم الكثيرة عليهم ذكرهم الشيخ في كتابيه « الفهرست » و « الرجال » أو في مشيخة « التهذيب » و « الاستبصار ». ومنهم أستاذه الكبير علم الهدى الشريف المرتضى حيث قال في الفهرست بعد ذكر كتبه :
__________________
(١) رجال الطوسي ص ٤٧٠.
(٢) فهرست الطوسي ص ١٦١.
(٣) مقدمة رجال الطوسي للسيد محمد صادق آل بحر العلوم ص ٣٥.
(٤) شرح مشيخة تهذيب الاحكام للسيد حسن الخرسان ص ٣٤.
(٥) مشيخة الاستبصار ص ٣٠٣.