سيكون بدليل : أنّ هؤلاء راضون بأفعال أجدادهم ، فلهذه العلّة سيشملهم إنتقام الحجّة عليهالسلام ، وإن مضى على واقعة كربلاء أكثر من ألف سنة مثلاً.
قال الصادق عليهالسلام في تفسير قوله تعالى : ( وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ) ، قال : « ذلك قائم آل محمّد يخرج فيقتل بدم الحسين بن عليّ ... ، ثمّ قال أبو عبدالله عليهالسلام : يقتل والله ذراري قتلة الحسين بفعال آباءهم » (١).
وعن الصدوق في العلل والعيون ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن الهروي ، قال : « قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : يابن رسول الله ، ما تقول في حديث روي عن الصادق أنّه قال : إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليهالسلام بفعال آبائها ؟
فقال : هو كذلك.
فقلت : وقول الله عزّ وجلّ : ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ) (٢) ؟!
قال : صدق الله في جميع أقواله ، ولكن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم ، ويفتخرون بها ، ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه ، ولو أنّ رجلاً قتل بالمشرق فرضى بقتله رجل في المغرب ، لكان الراضي عند الله عزّ وجلّ شريك القاتل ، وإنّما يقتلهم القائم عليهالسلام إذا خرج لرضاهم بفعل آباءهم.
قال : قلت له : بأي شيء يبدأ القائم منكم إذا قام ؟
قال : يبده ببني شيبة ، فيقطع أيديهم ؛ لأنّهم سرّاق بيت الله عزّ وجلّ » (٣).
وممّا يشهد بأنّه عليهالسلام ينتقم من الجبّارين ما روي عن الصادق عليهالسلام في ذيل
_________________________
(١) كامل الزيارة : ٦٣. بحار الأنوار : ٤٥ / ٢٩٨.
(٢) الأنعام (٦) : ١٦٤. الإسراء (١٧) : ١٥ ، فاطر (٣٥) : ١٨. الزمر (٣٩) : ٧.
(٣) بحار الأنوار : ٥٢ / ٣١٢.عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ٣٤٧.