ولا يتحقّق هذا الوعد إلاّ بظهور المنتظر (عج) عندما يؤسّس الحكومة العالميّة ، ويطبّق الدين الإسلامي في أنحاء العالم ، كما وعد الله عزّ وجلّ.
وورد أيضاً في القرآن الكريم حول وراثة الصالحين من عباده للأرض فقال : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) (١).
فمع العلمم أنّ هذا الوعد لم يتحقّق بعد ، ستكون هذه الوراثة على يد الإمام المهدي كما نبّهت بذلك الأحاديث الإسلاميّة (٢).
قال الصادق عليهالسلام في تفسير قوله تعالى : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ) (٣) : « إذا قام القائم لا تبقى أرض إلاّ نودي فيها شهادة أن لا إلٰه إلاّ الله » (٤).
تظافرت الروايات عن النبيّ والأئمّة على أنّ المهدي عليهالسلام سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، حيث أكّد على كلمة الأرض لا غير.
فبالنتيجة : أنّ الآيات تؤكّد على حكومته العالميّة من خلال تطبيق الدين ووراثة الصالحين على جميع الأرض ، وروايات الخاصّة والعامّة تؤكّد على هذا المعنى.
قال الباقر عليهالسلام مؤكّداً هذا المعنى : « يفتح الله له شرق الأرض وغربها » (٥) ، ويشهد بذلك أيضاً ما ورد من شمول دولته عليهالسلام بلاد الحجاز ، وايران ، والعراق ، والشام ، والروم ، وقسطنطينيّة ، وأرمينية والصين وغيرها من دول العالم ، فلا شكّ أنّ هذه
_________________________
(١) الأنبياء (٢١) : ١٠٥.
(٢) تفسير القمّي : ٢ / ٧٧.
(٣) آل عمران (٣) : ٨٣.
(٤) تفسير العيّاشي : ١ / ١٨٣. بحار الأنوار : ٥٣ / ٣٤٠.
(٥) بحار الأنوار : ٥٢ / ٢٩١.