الحجّة القائم المهدي عليهالسلام ، فنقول : لقد استمرّ عصر المعصومين حوالي ٢٦٠ سنة ، ثمّ جاء من بعدهم العلماء ، حيث قاموا بدورهم الرسالي في العالم الإسلامي ، فكانو حرّاس القيم الدينيّة بالنيابة عن المعصومين عليهمالسلام ، وكانوا في الحقيقة يقومون بدور الرابط بين المعصومين والنّاس.
ومن جهة اُخرى ، قام الأئمّة عليهمالسلام بتأييدهم وحمايتهم وإرجاع النّاس إليهم ، كإرجاع النّاس إلى عثمان بن سعيد وغيره في عهد الحضور وفترة الغيبة الصغرى ، وبتأييد الأعلام في الغيبة الكبرى كما قال الإمام الهادي عليهالسلام : « لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه ، والدالّين عليه ، والذابّين عن دينه بحجج الله ، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شِباك إبليس ومردته ، ومن فخاج النواصب ، لما بقي أحد إلاّ ارتدّ عن دين الله ، ولكنّهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها ، اُولئك هم الأفضلون عند الله عزّوجلّ » (١).
فهذا الحديث يشمل كلّ أعلام الشيعة من الكليني إلى الخميني وما بعده ، حيث قاموا بدور عظيم في نشر مذهب العترة الطاهرة عليهمالسلام ، وهيّئوا الأرضيّة لظهور الإمام المهدي عليهالسلام.
ولا ريب أنّ أنصاره هم العلماء والقضاة والفقهاء ، كما صرّح الصادق عليهالسلام بذلك قائلاً : « وهم النجباء والقضاة والحكّام والفقهاء في الدين » (٢) ، وهؤلاء سوف ينتشرون في أنحاء العالم بأمر الإمام عليهالسلام ، ويقومون بتطبيق حكومته عليهالسلام في المجتمعات.
وعلى هذا فإنً العلماء الأعلام لهم السهم الأوفر في تشكيل حكومة الإمام
_________________________
(١) الإحتجاج : ٢ / ٢٦٠.
(٢) دلائل الإمامة : ٣٦٠.