وفيه احتمالات اُخر من أنّ المقصود بالأبدال هم العترة الطاهرة المعصومون الإثني عشر عليهمالسلام ، كما روى الخالد بن الهيثم الفارسي ، قال : « قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : إنّ النّاس يزعمون أنّ في الأرض أبدالاً ، فمن هؤلاء الأبدال ؟
قال : صدقوا ، الأبدال الأوصياء ، جعلهم عزّ وجلّ بدل الأنبياء ، إذ رفع الأنبياء وختمهم بمحمّد ... » (١).
ومن المحتمل أنّهم الأنصار الخواصّ للأئمّة عليهمالسلام ، كما احتمله الشيخ القمّي في السفينة ، وقال : « ويحتمل أن يكون المراد به في الدعاء خواصّ أصحاب الأئمّة » (٢) ، والدعاء كما يلي :
« اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الأَبْدالِ وَالأَوْتادِ وَالسُّيّاحِ وَالعُبّادِ وَالمُخْلِصينَ وَالزُّهّادِ وَأَهْلِ الجِدِّ والإِجْتِهادِ وَاخْصُصْ مُحَمَّداً وَأهْلَ بَيْتِهِ بِأفْضَلِ صَلَواتِكَ ، وَأجْزَلِ كَراماتِكَ » (٣).
وضعّف المحدّث القمّي أيضاً أن يكون المراد من الأبدال هم المعصومون ، فقال : « ظاهر الدعاء المرويّ عن اُمّ دواد عن الصادق عليهالسلام في النصف من رجب يدلّ على مغايرة الأبدال للأئمّة عليهمالسلام ، ولكن ليس بصريح فيها ، فيمكن حمله على التأكيد » (٤).
والذي يؤيّد رأي المرحوم المحدّث القمّي على أنّ المراد من الأبدال غير المعصومين ما ورد في بعض الروايات من عدّ بعض النساء من الأبدال (٥) ، أو كما قيل : « كلّ من كان فيه هذه المميزات فهو من الأبدال » (٦).
_________________________
(١) و (٢) و (٤) سفينة البحار : ١ / ٦٤.
(٣) مفاتيح الجنان : ٢٦٤.
(٥) فردوس الأخبار : ١ / ١١٩.
(٦) المصدر المتقدّم : ٢ / ٨٤.