الخلاص منها أبداً.
فالعالم قبل الظهور ستحدث فيه حروب شعواء وتدمير ، على شكل حرب دوليّة وعالميّة بعضها مع بعض ، وكما أشارت روايات الفتن والملاحم : يقتل من كلّ سبعة خمسة ، وسيتعادي اليهود والمسيحيّون مع بعضهم ، وسيسعى كلّ واحد منهم لإبادة الآخر بكلّ ما لديه من الوسائل المدمّرة ، وسيملأ الطغيان كلّ المدن والدول ، والثورات المتعاقبة ستزيد من أمواج الرعب والخوف ، سيقتل كثير من العلماء وحرّاس الدين بسبب أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وستحدث حروب دامية بين الشرق والغرب (١) ، وسيحصل اختلاف بين العرب والعجم (٢).
ومن جهة ثانية ، فإنّ تأثير هذه الخلافات والحروب المدمّرة سوف تجرّ البشر إلى المسكنة والفقر والشقاء ، بالإضافة إلى هجوم الجراد على المزارع ، وحدوث الصواعق ، والطوفان الذي يدمّر المدن والقرى ، وحصول الأمراض الصعبة التي لا علاج لها ، كالطاعون وغيرها من الأمراض المسرية وغير المعروفة التي تسبّب موت كثير من النّاس في كلّ يوم ، وهكذا إبتعاد النّاس عن المعارف الإسلاميّة والقيم الأخلاقيّة وثقافة أهل البيت عليهمالسلام كلّ البعد.
فعلى أساس الروايات ، فإنّ سوق الدين سوف يصاب بالكساد ، ويتخلّى النّاس عن الصلاة ، ويخونوا في الأمانات ، ويستحلّوا المحرّمات ، ويستولي مال الربا على كثير من النّاس ، إلى غير ذلك ، كبيع النّاس دينهم بدنياهم ، وافتخارهم
_________________________
(١) راجع بشارة الإسلام : ٢٨.
(٢) إلزام الناصب : ٢٨٨.