نحن أبناء رسول الله (١) من وجهين :
أحدهما : أنه مجاز كما عرفت ، ولا نسلّم أن الأصل في الاستعمال الحقيقة ، بل هو أعمّ منها ومن المجاز ، والسرّ شاهد ، والبرهان مقرّر في محلّه.
والثاني : أنه حقيقة ، لكنّه ليس في مقام التولّد البشريّ الجسمانيّ الحسّيّ المحض ، وإنما هو في مقام قوله أنا وعلي : أبوا هذه الأُمّة (٢) وقوله : حسين : منّي وأنا من حسين (٣). وقول الرضا عليهالسلام : في تعليل تسمية الرسول : بأبي القاسم : قال لابن فضّال : أمَا علمت أن رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال : أنا وعلي أبوا هذه الأمّة؟. قلت : بلى. قال أما علمت أنه يقال : عليّ قاسم الجنَّة والنار؟. قلت : بلى. قال فقيل له : أبو القاسم : ؛ لأنه أبو قسيم الجنّة والنار (٤) الخبر.
وقول زين العابدين عليهالسلام المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأُمّه (٥).
وما استفاض من قولهم عليهمالسلام كلّنا واحد ؛ أوَّلنا محمّد ، وأوسطنا محمّد ، وآخرنا محمّد ، وكلّنا محمّد (٦).
وقول أمير المؤمنين عليهالسلام : أنا محمّد ومحمّد أنا ، وأنا من محمّد ومحمّد منّي (٧). وقول النبيّ صلىاللهعليهوآله : عليٌّ منّي ، وأنا من عليٍّ (٨).
وقول الصادق عليهالسلام : وقد أشار إلى فخذه ـ هذا لحم رسول الله صلىاللهعليهوآله : ، أو وهذا جلد رسول الله (٩).
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٦ : ٢٥٦ / ٣٢ ، وفيه : « ونحن أبناء نبيِّ الله صلىاللهعليهوآله ».
(٢) كمال الدين : ٢٦١ / ٧ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٨٥ / ٢٩.
(٣) سنن الترمذي ٥ : ٦٥٨ / ٣٧٧٥.
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٨٥ / ٢٩.
(٥) وسائل الشيعة ١٢ : ٢٣١ ، أبواب أحكام العشرة ، ب ١٣ ، ح ٥ ، وفيه عن الإمام الكاظم عليهالسلام ، بحار الأنوار ٦٤ : ٧٤ / ٢ ، وفيه عن الصادق عليهالسلام ، بحار الأنوار ٦٤ : ٧٥ / ٦ ، وفيه عن الرضا عليهالسلام.
(٦) بحار الأنوار ٢٦ : ٦ ، وقريب منه في : الغيبة ( النعماني ) : ٨٦ ، بحار الأنوار ٣٦ : ٣٩٩ ـ ٤٠٠ / ٩.
(٧) بحار الأنوار ٢٦ : ٦.
(٨) بحار الأنوار ٢٢ : ١٤٨ ، ٢٦ : ٣٥٠ ، وفيهما : « يا عليٌّ ، أنت منّي وأنا منك ».
(٩) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٧١ ، بحار الأنوار ٢٦ : ٢٨ / ٢٩ ، وفيهما : قبض أبو عبد الله عليهالسلام على ذراع نفسه وقال : « يا بكير ، هذا والله جلد رسول الله ، وهذه والله عروق رسول الله ، وهذا والله لحمه .. ».