الكتاب والسنّة مشتملتان (١) على المرهّبات من الحدود والتعزيرات والذمّ والإيعاد بالعقوبات ، وعلى المرغّبات من المدح والثناء في العاجل والجنّة ونعيمها في الآجل. وأمّا الحياء فغرض مقصود ).
ثمّ ذكر الحديث النبويّ أعبد الله كأنك تراه (٢) ، وقال : ( إن تخيّل الرؤية يبعث على الحياء ) (٣). وهو يؤذن بالإجماع على ذلك ، لكن ربّما يوجد في بعض نسخ الكتاب لفظ : ( بعض الأصحاب ).
ونقل العبارة في ( المدارك ) (٤) بلفظ : ( قطع الأصحاب ) في أكثر نسخ ( المدارك ) ، وربّما وجد في بعض نسخ ( المدارك ) بلفظ : ( بعض ). ومقتضى ما نقله الشيخ البهائيّ : في ( الأربعين ) عنه في هذا الكتاب أنه : ( قطع الأصحاب ) بدون لفظ : ( بعض ).
وقال البهائيّ : في ( الأربعين ) : ( ذهب كثير من علماء الخاصّة والعامّة إلى بطلان العبادة إذا قصد بفعلها تحصيل الثواب أو الخلاص من العقاب ، وقالوا : إن هذا القصد منافٍ للإخلاص الذي هو إرادة وجه الله وحده ، وإن من قصد ذلك فإنما قصد جرّ النفع إلى نفسه ودفع الضرر عنها لا وجه الله تعالى. كما أن من عظّم شخصاً أو أثنى عليه طمعاً في ماله أو خوفاً من إهانته لا يعدّ مخلصاً في ذلك التعظيم والثناء.
وممّن بالغ في ذلك السيّد الجليل صاحب المقامات والكرامات رضيّ الدين عليّ ابن طاوس. ويستفاد من كلام شيخنا الشهيد : في قواعده أنه مذهب أكثر أصحابنا ).
وكأنه استبعد نسبته لجميع الأصحاب ففهم منه نسبته للأكثر ، وهو يؤيّد ما في أكثر نسخ ( القواعد ) من عدم وجود لفظ : ( بعض ).
ثمّ قال رحمهالله : ( ومن قال بأن ذلك القصد غير مفسد للعبادة ، منع خروج هذه عن
__________________
(١) من المصدر ، وفي النسختين : ( مشتملة ).
(٢) عوالي اللآلي ١ : ٤٠٥ / ٦٥.
(٣) القواعد والفوائد ١ : ٧٧ / القاعدة الأُولى ، الفائدة الثانية ، وفيه : ( فإنه إذا تخيّل الرؤية انبعث على الحياء ).
(٤) في نسخة المدارك : ( ونقل الشهيد رحمهالله في قواعده عن الأصحاب بطلان العبادة بهذهِ الغاية ، وبه قطع السيّد رضي الدين بن طاوس رحمهالله ، وهو ضعيف ) ، مدارك الأحكام ١ : ١٨٧ ، وانظر ص : ٤١٤ من هذا الكتاب.