( ٢٢ ) المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة الميامين
من ولدهما الطاهرين أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم الحسني ( ت ٣٥٣ هـ )
الحديث :
الأوّل : قال : ذكر وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أخبرنا أبو أحمد الأنماطي بإسناده ، عن محمّد بن إسحاق ، عن رجاله ، أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمّا غزا غزوة تبوك ، وكانت آخر غزواته انصرف إلى المدينة ، وحجّ حجّة الوداع ، ورجع إلى المدينة ، فأقام بها بقيّة ذي الحجّة والمحرّم والنصف من صفر ، لا يشتكي شيئاً ، ثمّ ابتدأ به الوجع الذي توفّي فيه ( صلى الله عليه وآله ) ، فأخبرنا عبد الله بن الحسن الإيواري بإسناده ، عن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه عبد الله بن الحسن ( عليه السلام ) ، قال : لمّا نزلت ( إذا جَاءَ نَصْرُ اللّهِ وَالفَتْحُ ) (١) قال رسول ( صلى الله عليه وآله ) : « نعيت إليَّ نفسي » ، وعرف اقتراب أجله ... ، فلمّا مضى النصف من صفر سنة إحدى عشر ، جعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يجد الوجع والثقل في جسده ... ، ثمّ أمر أن يصبّ عليه سبع قرب ماء من سبع آبار ، فوجد خفّة ، فخرج فصلّى بالناس ، ثمّ قام يريد المنبر ، وعلي والفضل بن العبّاس قد احتضناه حتّى جلس على المنبر ، فخطبهم واستغفر للشهداء ، ثمّ أوصى بالأنصار ، وقال : « إنّهم لا يرتدّون عن منهاجها ، ولا آمن منكم يا معشر المهاجرين الارتداد » ، ثمّ رفع صوته حتّى سمع من في المسجد ووراءه ، وهو
____________
١ ـ سورة الفتح : ١.