( ٤٧ ) شرح الرسالة الناصحة في الدلائل الواضحة
في فضل أهل البيت ( عليهم السلام )
الحديث :
الأوّل : قال : وكيف نرخّص في التقليد ، ونحن أشدّ الناس ذمّاً للمقلّدين؟ إلى أن قال : فكان ممّا تلاه على الكافّة من الآيات ، وبيّنه لهم من الدلالالت ، وأخرجهم من الضلال ، وهو صادق مصدّق ، وذلك ثابت فيما رويناه بالإسناد الموثوق به من قوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).
الثاني : قال وأمّا دلالة السنّة فقوله ( عليه السلام ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، والكلام في هذا الخبر يقع في موضعين : أحدهما في صحّته ، والثاني في وجه الاستدلال به ، أمّا في صحّته فلأنّه ممّا ظهر بين الأمّة ظهوراً عامّاً ، بحيث لم ينكره أحد ، فصاروا بين عامل به ومتأوّل له ، فيجري مجرى أخبار الأصول من حجّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) وصيامه إلى غير ذلك (٢).
الثالث : قال : قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من
____________
١ ـ شرح الرسالة الناصحة ١ : ٣١ ، ضمن مجموع مخطوط مصوّر.
٢ ـ شرح الرسالة الناصحة ١ : ٤٦ ، حجّية إجماع أهل البيت ( عليهم السلام ).