( ٥١ ) الجوهرة الشفّافة رادعة الطوّافة
الحديث :
قال ـ في حديثه عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ـ : الذين قرنهم بكتابه العزيز على لسان نبيّه الكريم في خطابه ، إلى أن قال : حيث يقول : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي : إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).
قال حميد المحلّي ( ت ٦٥٢ هـ ) في الحدائق : وصنّف ( عليه السلام ) في أصول الدين قبل بلوغ العشرين من مولده ، وكان من محاسن تصانيفه في حال صباه ودراسته عن شيخه حسام الدين ( قدس سره ) كتاب ( الجوهرة الشفّافة ) وهو جواب رسالة أنشأها رجل من أهل مصر ، ووسمها ( بالرسالة الطوافة إلى العلماء كافّة ) تشتمل على مسائل في الأصول ، بألفاظ يغلب على كثير منها التعقيد والتعقير ، وهي نيّف وأربعون مسألة ، وموردها أشعري متفلسف ، فطافت على كثير من البلدان فما تصدّى عالم لجوابها ، ولا رام فتح بابها حتّى انتهت إلى الشيخ المقدّم ذكره ; لأنّه كان في علم الكلام شمساً مشرقة على الأنام ، وحبراً من أحبار الإسلام ، فأمر ( رضي الله عنه ) الإمام أن يجيب عنها ، فأجاب ( عليه السلام ) بأحسن جواب وأوضح خطاب ، مع الإيجاز في الألفاظ والاستيفاء للمعاني ،
____________
١ ـ الجوهرة الشفّافة : ٣٦ ، المسألة ٤٨ ، ضمن المجموع المنصوري ، القسم الثاني.