مؤلّفات المحسن بن كرامة الجشمي البيهقي ( ت ٤٩٢ هـ )
( ٣٥ ) تنبيه الغافلين في فضائل الطالبيين
الحديث :
الأوّل : ثمّ أكّد ذلك عند انتقاله إلى رحمة ربّه وكريم ثوابه ، فمرّة ذكر في خطبة الوداع حين نعى إليهم نفسه وأعلمهم ارتحاله ، وأخرى في مرض موته حين تيقّن انتقاله ، فخرج يتهادى بين اثنين ووصّاهم بالتمسّك بالثقلين ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).
الثاني : وبإسناده (٢) عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي ، قال : « لمّا ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه ، والبيت غاصّ بمن فيه ، قال : أدعوا لي الحسن والحسين ، فجعل يلثمهما حتّى أغمي عليه ، قال : فجعل علي يرفعهما عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : ففتح عينيه ، وقال : دعهما يتمتّعان منّي ، وأتمتّع منهما ، فإنّهما سيصبهما بعدنا إثر ، ثمّ قال : يا أيّها الناس إنّي خلّفت فيكم كتاب الله وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترقا حتّى يلتقيا على الحوض » (٣).
____________
١ ـ تنبيه الغافلين : ١٦ ، مقدّمة المؤلّف ، مخطوط مصوّر.
٢ ـ السيد الإمام أبو طالب.
٣ ـ تنبيه الغافلين : ٤٣.