حكاية تصحيح الشيخ ـ : ولعمري أنّ مثل هذا الإمام الربّاني يكفي تصحيحه لرواية تلك الأخبار ، وليت كل سند يكون له مصحّح مثل هذا الإمام.
قلت ـ والله الموفّق للصواب ـ : وينبغي ألا يحمل هذا على عمومه ، وإنّما المقصود الأعمّ الأغلب ، ويخصّ من ذلك الحكم ما عارض المعلوم ، ولم يكن تأويله ، أو علم الجرح بالطريق المعلومة ، أو الصحيحة الراجحة لناقله ، فإنّ المعلوم أنّ ليس قصد الإمام المرشد بالله ( عليه السلام ) إلاّ الرواية لما بلغه الصحيح وغيره من دون التزام للتصحيح ، بل العهدة على المطّلع ، كيف وقد صرّح بجرح بعض الرواة ، ثمّ روى عنهم ، وضعّف بعض الأخبار ، وردّ بعضها ، وروى الردّ على البعض ما أخرج ، وهذا الحمل هو الذي لا ريب فيه عند من له نظر يهديه ، وعلم يقتفيه ، فيكون هذا التصحيح من ذلك الشيخ العالم كافياً فيما سوى ما ذكرنا من الروايات والرواة ، والله الموفّق (١).
قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الأمالي الخميسيّة ، وهي في مكارم الأخلاق جزآن ، والفضائل وغيرها طبعا في مجلّد بغير تحقيق ، وعرفت بأمالي الشجري ، وهي وسابقتها (٢) من الكتب المعتمدة عند الزيديّة ، ونسختها الخطيّة كثيرة (٣).
____________
١ ـ لوامع الأنوار ١ : ٤٢٠.
٢ ـ يقصد الأمالي الاثنينيّة.
٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٠١.