وجعل علي ( عليه السلام ) يرفعهما عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ففتح عينيه ، وقال : « دعهما يتمتّعان بي وأتمتّع بهما فإنّه يصيبهما بعدي إثرة » ، ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله ) : « أيّها الناس ، إنّي خلّفت فيكم كتاب الله وسنّتي وعترتي ، فالمضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترق حتّى ألقاه على الحوض » (١).
الخامس : قال : الفائدة الخامسة والعشرون : قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي لن تضلّوا ما استمسكتم بهما ، ولن يفترقا حتّى يردا على الحوض » ، وقد بيّنا طرقاً من طرق ذلك ، وهو من الآثار الظاهرة ، وفيه دلالة على أنّ إجماع العترة ( عليهم السلام ) حجّة من وجوه (٢).
السادس : قال : وحكي عن جعفر بن محمّد أنّه قال : « نحن حبل الله » قال : واعتصموا بحبل الله ، قال الحاكم ( رحمه الله ) : والذي يؤيّد هذا ما روى أبو سعيد الخدري أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « يا أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم الثقلين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا من بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٣).
قال حميد المحلّي : فإنّي لمّا تدبّرت القصيدة التي أنشأها مولانا الإمام مجد الإسلام وتاج العترة المكلّل في زمانه ... ، عبد الله بن حمزة بن سليمان
____________
١ ـ محاسن الأزهار : ٦٠٤.
٢ ـ محاسن الأزهار : ٦٢٩.
٣ ـ محاسن الأزهار : ٦٦٩.