( ٧٠ ) أنوار اليقين في شرح فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام )
الحسن بن بدر الدين الحسيني ( ت ٦٧٠ هـ )
الحديث :
الأوّل : قال : وروينا عن علي ( عليه السلام ) أنّه قال : « لمّا ثقل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرضه ، والبيت غاصّ بمن فيه ، قال : أدعوا لي الحسن والحسين ، فجعل يلثمهما حتّى أغمي عليه ، قال : وجعل علي ( عليه السلام ) يرفعهما عن وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : ففتح عينيه ، فقال : دعهما يتمتّعان منّي وأتمتّع منهما فإنّه يصيبهما بعدي إثرة ، ثمّ قال : « يا أيّها الناس ، إنّي قد خلّفت فيكم كتاب الله وسنّتي وعترتي أهل بيتي ، فالمضيّع لكتاب الله كالمضيّع لسنّتي ، والمضيّع لسنّتي كالمضيّع لعترتي ، أما إنّ ذلك لن يفترقا حتّى اللقا على الحوض » (١).
الثاني : قال : والذي يدلّ على صحّة هذا القول (٢) : اللغة والكتاب والسنّة والإجماع ... ، وأمّا الوجه الثاني وهو من السنّة فهو قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا ، حتّى يردا عليّ الحوض » وهذا الخبر ممّا ظهر بين الأمّة واشتهر ، وتلقّته بالقبول وأجمعوا على روايته بالألفاظ المختلفة المفيدة لمعنى واحد (٣).
____________
١ ـ أنوار اليقين ١ : ٥١ ، شرف الحسنيين بأبيهما وأبيهما بهما ، مخطوط مصوّر.
٢ ـ وهو قول : إنّ أولاد فاطمة هم أولاد الرسول.
٣ ـ أنوار اليقين ١ : ٦٤ ، مخطوط مصوّر.