إنّ حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة والمقطوع بصحتها عند جميع طوائف المسلمين وقد تلقّوه بالقبول على اختلاف آرائهم ومعتقداتهم.
ومن تلك الفرق التي نقلته واعتمدت عليه ، بل وأسّست عليه كثيراً من عقائدها الفرقة الزيديّة ، فقد تلقّوه بالقبول وعدّوه من الأخبار المتواترة والمجمع على صحتها.
قال الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ( ت ٢٩٨ هـ ) في أصول الدين : وأجمعوا أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إنّي تارك فيكم الثقلين ... » (١).
وقال أحمد بن الحسين الهاروني ( ت ٤١١ هـ ) في التبصرة بعد أن نقل حديث الثقلين : الذي يدل على هذا الخبر هو تلقّي الأمّة له بالقبول ، وكل خبر تتلقّاه الأمّة بالقبول فيجب له أن يكون صحيحاً مقطوعاً به (٢).
بل قد عدّوا هذا الحديث من ضروريات الشريعة كالصلاة والصيام ، قال عبد الله بن حمزة ( ت ٦١٤ هـ ) في شرح الرسالة الناصحة بعد أن ذكر الحديث ـ : وهذا الخبر ممّا أطبقت الأمّة على نقله ، واعترفت بصحّته ، فجرى مجرى الأخبار في أصول الشريعة كالصلاة والصوم وما شاكل ذلك (٣).
ولحديث الثقلين المركزيّة والمحوريّة لكثير من عقائد الزيديّة الأساسية التي تبتني عليها أُصولهم ، فقد استخدموه في مختلف استدلالاتهم حيث
____________
١ ـ أصول الدين : ٧٩ ، ضمن المجموعة الفاخرة.
٢ ـ التبصرة : ٦٧.
٣ ـ شرح الرسالة الناصحة ١ : ١١٧.