قال إبراهيم بن محمّد الوزير ( ت ٩١٤ هـ ) في الفلك الدوّار ـ عند عدّه لكتب الحديث عند الزيديّة ـ : ومن أكثرها جمعاً ، وأجلّها نفعاً كتاب « الجامع الكافي » المعروف بجامع آل محمّد ، الذي صنّفه السيد الإمام أبو عبد الله محمّد بن علي بن عبد الرحمن الحسني ، وهو ستّة مجلّدة ، ويشتمل من الأحاديث والآثار وأقوال الصحابة والتابعين ومذاهب العترة الطاهرين على ما لم يجتمع في غيره ، واعتمد فيه على مذهب القاسم بن إبراهيم عالم آل محمّد ، وأحمد بن عيسى فقيههم ، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد ، وهو في الشهرة بالكوفة في العترة كأبي حنيفة في فقهائها ، ومذهب محمّد بن منصور ، علاّمة العراق ، وإمام الشيعة بالاتّفاق ، وإنّما خصّ صاحب الجامع ذكر مذاهب هؤلاء ، قال : لأنّه رأى الزيديّة بالعراق يعوّلون على مذاهبهم ، وذكر أنّه جمعه من نيّف وثلاثين مصنّفاً من مصنّفات محمّد بن منصور ، وأنّه اختصر أسانيد الأحاديث ، مع ذكر الحجج فيما وافق وخالف ، وقد اعتنى به من متأخّري أصحابنا وعلمائنا أهل اليمن : القاضي العلاّمة جمال الدين العفيف بن حسن المذحجي الضراري ، وكان من عيون أصحاب المهدي علي بن محمّد ابن علي ( عليه السلام ) ، ومن أجلّ شيعته ، وسمعه بمكّة المشرّفة برباط الزيديّة ، المعروف برباط ابن الحاجب على الفقيه العلاّمة شرف الدين أبي القاسم محمّد بن حسين الشُقيف وأجازه له ، وهو يرويه عن الفقيه العلاّمة محمّد بن عبد الله الغزال ، وهو يرويه من طرق مسندة إلى مصنّفه ( عليه السلام ) ، واختصر القاضي العفيف منه مختصراً نفيساً ، نقل فيه غرائب مسائله ، وسمّاه ( تحفة الاخوان
____________
مستدرك الوسائل ٣ : ٣٧١ ، المقصد الحسن : ٤٥ ، الأذان بحي على خير العمل ، مقدّمة المحقّق ، فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) ، مقدّمة المحقّق.