موسى افترقت على أحدى وسبعين فرقة ، وافترقت أمّة أخي عيسى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمّتي من بعدي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها هالكة إلاّ فرقة واحدة ، فلمّا سمع ذلك منه ضاق المسلمون ذرعاً وضجّوا بالبكاء وأقبلوا عليه وقالوا : يارسول الله ، كيف لنا بعدك بطريق النجاة؟ وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتّى نعتمد عليها؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم » الخبر إلى آخره (١).
الثامن : قال : محمّد بن يحيى القاسمي في اللآلي الدريّة : ومن طريق السيد الإمام مجد الدين المرتضى بن المفضل ( رضي الله عنه ) ما قاله في كتابه بيان الأوامر المجملة قوله ( عليه السلام ) : ومن صريح ما ذكره الأئمّة ( عليهم السلام ) في معنى ما ذكرناه أوّلاً وآخراً في ذلك قول أمير المؤمنين وسيد الوصيّين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « فأين يتاه بكم ... » وقال ( عليه السلام ) فيه : « أيّها الناس ، اعلموا أنّ العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيّكم ، فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة ، هؤلاء مثلها فيكم ، وهو كالكهف لأصحاب الكهف ، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافّة ، وهم باب حطّة من دخله غفر له ، خذوها عنّي عن خاتم المرسلين حجّة من ذي حجّة ، قالها في حجّة الوداع : إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا » الخبر (٢).
قال محمّد بن عبد الله بن علي ( ت ١٠٤٤ هـ ) في التحفة العنبريّة : قال السيد العلاّمة مجد الدين المرتضى بن المفضّل بن منصور بن العفيف ( عليه السلام ) في
____________
١ ـ التحفة العنبريّة : ٢٦ ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
٢ ـ اللآلي الدريّة في نقل بعض معاني الأبيات الفخريّة : ٣٤٠ ، مخطوط مصوّر.