( ٦٧ ) ينابيع النصيحة في العقائد الصحيحة
الحسين بن بدر الدين ( ت ٦٦٣ أو ٦٦٢ هـ )
الحديث :
الأوّل : قال : فصل في الإمامة ، فروى ابن المغازلي ما رفعه بإسناده إلى الوليد بن صالح ، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، قال : أقبل نبيّ الله ( صلى الله عليه وآله ) من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة ، فأمر بالدوحات ، فقمّ ما تحتهن من شوك ، ثمّ نادى الصلاة جامعة ، فخرجنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في يوم شديد الحرّ ، وإن منّا لمن يضع رداءه على رأسه ، وبعضه تحت قدميه من شدّة الحرّ حتىّ انتهينا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فصلّى بنا الظهر ، ثمّ انصرف إلينا فقال : « الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكّل عليه ... ، وإنّي أوشك أن أفارقكم ، ألا وإنّي مسؤول وأنتم مسؤلون فهل بلّغتكم ، فماذا أنتم قائلون؟ ».
فقام من كلّ ناحية من القوم مجيب يقولون : نشهد أنك عبد الله ورسوله ، قد بلّغت رسالاته ، وجاهدت في سبيله ، وصدعت بأمره ... ، فقال : « ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حق ، وتؤمنون بالكتاب كلّه؟ ».
قالوا : بلى ، قال : « أشهد أنّكم قد صدقتم وصدّقتموني ، ألا وإنّي فرطكم وأنّكم تبعي يوشك أن تردوا عليّ الحوض ، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي ، كيف خلفتموني فيهما؟ » قالوا : فاعتلّ علينا ما ندري ما الثقلان؟ حتى قام رجل من المهاجرين ، قال : بأبي وأمّي أنت يارسول الله ، ما الثقلان؟ فقال :