« الأكبر منهما كتاب الله سبب طرف بيد الله تعالى وطرف بأيديكم فتمسّكوا به ، ولا تولّوا فتضلّوا ، والأصغر منهما عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ، ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي ولي ، وعدوّهما لي عدو ، ألا فإنّها لم تهلك أمّة قبلكم حتّى تدين بأهوائها ، وتظاهر على نبوّتها وتقتل من قام بالقسط منها » ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب ... ، ورواه أيضاً بطريق أخرى كالأوّل ، وروى أيضاً مثل هذا الخبر رفعه إلى اثني عشر رجلاً من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ سرد الخبر (١).
الثاني : قال : قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الخبر المشهور : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ولا شبهة في كون هذا الخبر متواتراً (٢).
الثالث : قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فجعل التمسّك بهم كالتمسّك بالكتاب ، فكما أنّ المتمسّك بالكتاب لا يضلّ فكذلك المتمسّك بهم ، وإلاّ بطلت فائدة الخطاب (٣).
الرابع : قال : فصل ، إن قيل : قد رويتم في كتابكم هذا إنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) جعل أهل بيته أحد الثقلين ، وأنّ الثقلين هما الكتاب والعترة ، وأنّه يجب التمسّك
____________
١ ـ ينابيع النصيحة : ٣٣٢ ـ ٣٣٣ ، إمامة الإمام علي ( عليه السلام ).
٢ ـ ينابيع النصيحة : ٣٤٧ ، إمامة أهل البيت ( عليهم السلام ).
٣ ـ ينابيع النصيحة : ٤٧٦.