( ٩٤ ) اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة
محمّد بن يحيى القاسمي ( حياً ٧٧٩ هـ )
الحديث :
الأوّل : قال : والأئمة الهادين الذين اصطفاهم الله لإرث كتابه ، وجعلهم لا يفارقون القرآن ... ، وفيهم خبر الثقلين (١).
الثاني : قال : ونُزيد على ذلك ممّا يؤيّده ما رويته بالإسناد الموثوق به من طريق الإمام الحسن بن محمّد ( عليه السلام ) أنّ الضحّاك سأل أبا سعيد الخدري عن ما اختلف فيه الناس بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : والله ما أدري ما الذي اختلفوا فيه ، ولكنّي أحدّثكم حديثاً سمعته أذناي ، ووعاه قلبي. إلى قوله : إنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي توفّي فيه ، لم يخطبنا بعده ، فحمّد الله وأثنى عليه ، وقال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ثمّ سكت ، فقام إليه عمر بن الخطاب ، فقال : ما هذان الثقلان؟ فغضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى أحمرّ وجهه ، وقال : « ما ذكرتهما إلاّ وأنا أريد أن أخبركم بهما ، ولكنّي أضرّ بي وجع ، فامتنعت من الكلام ، أمّا أحدهما فهو الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب بينكم وبين الله تعالى ، طرف بيده وطرف بأيديكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي عليّ وذرّيته ، والله إنّ في أصلاب المشركين من هو أرضى من كثير منكم » وهذا الخبر ممّا تلقّته الأمّة بالقبول ، واشتهر عند المؤالف والمخالف ،
____________
١ ـ اللآلي الدرّيّة شرح الأبيات الفخريّة : ٤ ، مخطوط مصوّر.