الخامس : قال : قال مجد الدين المرتضى بن المفضّل : وروى السيد أبو العبّاس ( رحمه الله ) خبر وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) من أوّلها إلى قوله : فوجد خفّة ، فخرج وصلّى بالناس ، ثمّ قام يريد المنبر ، وعلي والفضل بن العباس قد احتضناه حتّى جلس على المنبر ، فخطبهم واستغفر للشهداء ، ثمّ أوصانا بالأنصار ، وقال : « إنّهم لا يرتدّون عن منهاجه ، ولا آمن منكم يا معاشر المهاجرين الارتداد » ثمّ رفع صوته حتّى سمع من في المسجد ورأوه يقول : « يا أيّها الناس ، قد سعّرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، إنّكم والله لا تتعللون عليّ غداً بشيء ، ألا وإنّي قد تركت الثقلين ، فمن اعتصم بهما فقد نجى ، ومن خالفهما هلك » فقال عمر بن الخطّاب : وما الثقلان يارسول الله؟ فقال : أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله سبب طرف منه بيد الله وطرف بأيديكم وعترتي أهل بيتي ، فتمسّكوا بهما لا تضلّوا ولا تذلّوا أبداً ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وإنّي سألت الله ذلك فأعطانيه ، ألا فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتضلّوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم بالكتاب » (١).
السادس : قال : قال مجد الدين المرتضى بن المفضّل : فلم يبق إلاّ من استثناه من الهلاك وهم علماء الفرقة الناجية ، وهم آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ومن تبعهم ولم يخالفهم ، وقد أوضح ذلك ( صلى الله عليه وآله ) بقوله : ... ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي » الخبر (٢).
السابع : قال : قال مجد الدين المرتضى بن المفضّل : قال ( صلى الله عليه وآله ) أمّة أخي
____________
١ ـ التحفة العنبريّة : ٢٥ ـ ٢٦ ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
٢ ـ التحفة العنبريّة : ٢٦ ، مقدّمة في فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.