الثالث : قال : وروى أبو سعيد الخدري ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « يا أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ».
وقد روى هذا الخبر جماعة منهم : زيد بن ثابت ، وزيد بن أرقم ، وأبو ذر ، وغيرهم ، وذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذلك في مواضع كثيرة (١).
الرابع : قال : وعن أبي سعيد الخدري : لمّا مرض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرضه الذي توفّي فيه ، أخرجه علي والعبّاس حتّى وضعاه على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين ، لن تعمى قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم أبداً ما أخذتم بهما ، كتاب الله سبب بينكم وبين الله ، فأحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه » ، قال : فعظّم من كتاب الله ما شاء ، ثمّ سكت ، حتّى رأينا أنّه لا يذكر شيئاً ، فقام عمر فقال : يا نبي الله هذا أحدهما ، قد أعلمتنا به ، فأعلمنا الآخر ، فقال : « إنّي لم أذكره إلاّ وأريد أن أخبركم به ، غير أنّي أخذني الريق ، فلم أستطع أن أتكلّم الا عترتي الا عترتي الا عترتي ـ ثلاث مرّات ـ والله لا يبعث رجل بحبّهم إلاّ أعطاه الله نوراً حتّى يرد علي الحوض يوم القيامة ولا يبعث الله رجلاً يبغضهم إلاّ حجب الله عنه يوم القيامة » ثمّ إنّهما حملاه على فراشه ، في حديث طويل (٢).
الخامس : قال : وقد اختلف المفسّرون في أولي الأمر ، ثمّ قال : وقالت الشيعة : المراد علي بن أبي طالب والأئمّة من أولاده ، ونظير هذا قوله : « إنّي
____________
١ ـ تنبيه الغافلين : ٤٤ ، في حديثه عن آية ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ).
٢ ـ تنبيه الغافلين : ٤٥.