فليصلّ ... » ، وكان رأس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجر علي بن أبي طالب والفضل ابن العبّاس بين يديه يروّحه ، وأسامة بن زيد بالباب يحجب عنه زحمة الناس ... ، ووجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خفّة فقام ، فتمسّح وتوضّأ ، فخرج معه علي والفضل بن عبّاس ، وقد أقيمت الصلاة ، وتقدّم أبو بكر ليصلّي ، وكان جبريل ( عليه السلام ) الذي أمره بالخروج ليصلّي بهم ، وعلم من الفتنة إن صلّى أبو بكر ، وخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يمشي بين علي والفضل ، وقدماه يخطّان في الأرض حتّى دخل المسجد ، فلمّا رآه أبو بكر تأخّر ، وتقدّم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وصلّى بالناس ، فلمّا سلّم أمر عليّاً والفضل فقال : « ضعاني على المنبر » فوضعاه على منبره ، فسكت ساعة ، فقال : يأ أمّة محمّد ، إنّ وصيّي فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، اعتصموا بهما تردوا على نبيكم حوضه ، ألا ليذادن عنه رجال منكم فأقول سحقاً » (١).
الثالث : قال الراوي في إدامة حديثه السابق : ثمّ أمر عليّاً والفضل أن يدخلاه منزله ، وأمر بباب الحجرة ففتح ، ودخل الناس عليه ، فقال : « إنّ الله لعن الذين اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد » ، ثمّ قال : « إيتوني بدواة وصحيفة أكتب كتاباً لا تضلّون بعدي أبداً » ، فقال عمر بن الخطّاب : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليهجر ، كتاباً غير كتاب الله يريد ، فسمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قوله فغضب ، ثمّ قال : « اخرجوا عنّي ، وأستودعكم كتاب الله وأهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، وانفذوا جيش أسامة ، لا يتخلّف عن بعثه إلاّ عاص لله ولرسوله » (٢).
____________
١ ـ المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة : ١٠٨ ، وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ).
٢ ـ المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمّة : ١٠٩ ، وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ).