النبي ( صلى الله عليه وآله ) خطبنا على منبره قبل موته في مرضه الذي توفّي فيه لم يخطبنا بعده ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، ثم قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم الثقلين » ثمّ سكت ، فقام إليه عمر بن الخطاب فقال : ما هذان الثقلان؟ فغضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى أحمرّ وجهه فقال : « ما ذكرتهما إلاّ وأنا أريد أن أخبركم بهما ولكنّي أضرّ بي وجع فامتنعت عن الكلام ، أمّا أحدهما فهو الثقل الأكبر كتاب الله سبب بينكم وبين الله تعالى طرف بيده وطرف بأيديكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي عليّ وذرّيّته ، والله إنّ في أصلاب المشركين لمن هو أرضى من كثير منكم » (١).
الثالث عشر : قال : ورواية أسلافنا وحفّاظ أهل مذهبنا واسعة في هذا الباب ، وكذلك مايرويه غيرنا من ذلك واسع مستفيض ، ونحن نذكر منه ما روينا عن المنصور بالله ( عليه السلام ) في كتاب الشافي ، وهو يرويه عن كتبهم المشهورة ، قال ( عليه السلام ) : فصل في قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « خلّفت فيكم الثقلين » وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : « خلفت فيكم خليفتين » من مسند ابن حنبل بإسناد رفعه إلى علي بن ربيعة ، قال : لقد لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده فقلت له : سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّي تارك فيكم الثقلين » قال : نعم (٢).
الرابع عشر : قال : قال في كتاب الشافي : وبالإسناد عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى
____________
١ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٣ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.
٢ ـ أنوار اليقين ٢ : ٢٦٣ ، فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مخطوط مصوّر.