الثاني عشر : قال : وفي الكتاب المنير أيضاً وهذه رواية أخرى : وذلك أنّ أصحاب الشورى وهم ستّة منهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمّا اجتمعوا انفرد كل بصاحبه بأخيه (١) ، وقام عبد الرحمن بن عوف إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فخلا به ، فقال عبد الرحمن : يا أبا الحسن ، ما تقول ، تقوم بهذا الأمر بعهد الله وميثاقه على أن تسير بسيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأن تعمل بكتاب الله وسنّة نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) بالعهود والمواثيق ، وعلى أن لا يأخذك بالله لومة لائم؟ فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « أمّا كون أعطيك أيماناً فاللّه أجل في عيني وأهيب في نفسي وأعظم في صدري من أن أعطيك ما ذكرت رغبة فيما أنتم فيه ، وهذا الذي ذكرت من غير أيمان هو الواجب عليّ » ثمّ قال : « أما إنّكم تعرفون من أولى الناس بهذا الأمر قديماً وحديثاً ، وما منكم من أحد إلاّ وقد سمع ما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( ... ) ثمّ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي سأخلّف فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الثقل الأكبر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، وأمّا الثقل الأصغر فهؤلاء عترتي ، لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهم ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وحوضي سعته ما بين بصرى وصنعا فيه أكواب عدد نجوم السماء » (٢).
الثالث والعشرون : قال : وروينا من كتاب السفينة عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رجع من سفره وهو متغيّر اللون ، فخطب خطبة بليغة ، وهو يبكي ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي
____________
١ ـ كذا في الأصل.
٢ ـ أنوار اليقين ٢ : ٤٠٤ ، مخطوط مصوّر.